ما اطلقه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مقابلته المتلفزة عصر يوم الجمعة في 12 تموز الحالي لمناسبة الذكرى الـ13 لعدوان تموز في العام 2006، من رسائل حاسمة وواضحة في اتجاه كيان العدو الاسرائيلي، الى جانب الاميركي وكل الخصوم في بعض الانظمة العربية، ستبقى مفاعيله لفترات طويلة، من حيث اضطرار الاسرائيلي والاميركي الى «العدّ الف مرة» قبل القيام بعدوان بحق لبنان! وضد اي قوة او دولة في محور المقاومة، بل ان هذه الرسائل التي كانت في معظمها واضحة وبعضها الآخر ما يشبه بالرسائل المشفرة ستكون بلا شك – ووفق مصدر ديبلوماسي بارز- محاولة تفكيك ما اراد قائد المقاومة ايصاله للاعداء والخصوم، ان من حيث الرعب الذي ادخله في كل مكونات كيان الاحتلال الاسرائيلي والاثمان الضخمة التي ينتظرها هذا الكيان في حال مغامرته القيام بعدوان ضد لبنان، وان من حيث دفع الادارة الاميركية وحلفائها لكي تدرك مدى الاثمان التي ستدفعها وحلفائها في حال «ركب» الاميركي «رأسه» وذهب لشن حرب ضد ايران، فالسيد نصرالله كان شفافاً كعادته عندما حذر اي دولة خليجية من ان تكون شريكاً في اي عدوان، والاصح انه اكد صراحة ان كل كيان العدو الاسرائيلي لن يبقى بمنأى عن الرد الذي سيلجأ اليه محور المقاومة، فيما القيادة الاسرائيلية كانت اكدت في مواقف سابقة ان كل القواعد والاسس قبل المصالح الاميركية ستكون اهدافاً، في حال اقدام ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب على بدء الحرب ضد ايران، ولو ان السيد نصرالله كان صريحاً الى ابعد الحدود في دعوته حتى الاعداء والخصوم، للعمل من اجل تجنب الحرب الشاملة في المنطقة.
الا، ان الرسائل الاكثر سخونة كانت تلك الرسائل التي وجهها السيد نصرالله الى قادة العدو الاسرائيلي من مغبة ارتكاب حماقة جديدة بشن عدوان على لبنان، لان ما اعدته المقاومة للرد على مثل هذا العدوان سيكشف ان «دولة» الاحتلال باتت «بيت العنكبوت» الذي اصابه «التلف والعفن»، عبر تأكيده ان هذا الكيان سيعود الى العصر الحجري اذا ما تجرأ القيام بحرب ضد لبنان.
ومن الواضح- وفق المصدر – ان السيدنصرالله كان هادئاً وواثقاً الى اقصى الحدود، عندما كان يشرح، باسهاب على الخريطة التي احضرها معه لما ينتظر كيان العدو من هزيمة كبرى، عبر تحديده بوضوح المواقع التي يمكن لصواريخ المقاومة ان تطالها، من البنى التحتية المختلفة، كهرباء ومطارات ومواقع عسكرية، لكن ما اثار الذعر والقلق لدى قادة الاحتلال وجيشهم وكل المستوطنين عدم استبعاد ضرب مخزون «الامونيا» وحتى مواقع الاسلحة النووية، ما سيعيد كيان العدو مئات السنوات الى الوراء فيؤدي الى سقوط عشرات الاف المستوطنين.
ورغم محاولة قادة الاحتلال بدءاً من رئيس الحكومة العدو بنيامين نتننياهو هو رفع معنويات جمهوره وجيشه بالعودة الى تهديد حزب الله ولبنان، الا ان وقع ما قاله السيد نصر الله كان شبه بالصاعقة التي اصابت المجتمع الصهيوني، وهو ما عبرت عنه بشكل واضح وسائل اعلام العدو بكل تنوعاتها، فكان هناك اجماع في هذه الوسائل ومن معظم كبار المحللين في كيان العدو على شفافية ودقة ما يقوله قائد المقاومة، وبالتالي تلاقت وسائل اعلام العدو ومنظريها على اختصار ما قاله السيد نصرالله بالقول «ان حزب الله بات اقوى من جيش الاحتلال… وان المقاومة اقوى من اي يوم مضى».
وانطلاقاً من ذلك، يلاحظ المصدر الديبلوماسي، ان حال القلق والرعب التي اجتاحت دولة الاحتلال وبعد مقابلة نصرالله كشفت عن جملة واسعة نقاط الضعف القاتلة في المجتمع الاسرائيلي وابرزها الآتي:
1- ان النتيجة المباشرة لما اكده السيدنصرالله يظهر غياب الثقة داخل هذا المجتمع بقيادته، بل ان ما تنقله وسائل اعلام العدو، الى جانب مراكز الابحاث ان الاكثرية من جمهور كيان الاحتلال على قناعة بان قيادته تعتمد الاكاذيب والتشويه في الرد على ما يؤكد عليه السيد نصرالله باستمرار.
2- لقد تحولت نقطة الضعف الكبرى امام قادة الاحتلال، بل والقاتلة بالنسبة لهم ولكيانهم، قبل التفكير بالعدوان على لبنان نتيجة معادلة الردع الاستراتيجية التي حققتها المقاومة وقدرة صواريخها على اصابة كل بقعة وموقع داخل كيان الاحتلال وبالتالي اصبح هذا الواقع يثل اكبر تهديد للعدو وارجحية هزيمته بعد اي عدوان يقوم به.
3- ان هذه المعادلة التي حققتها المقاومة، دفعت وتدفع عشرات الاف اليهود، خاصة الذين تم اغرائهم باللجوء الى «دولة الاحتلال»، للتفكير جدياً بالعودة الى بلدانهم الاصلية، عدا عن الضعف والتملل في صفوف جيش الاحتلال، خوفاً من «المصيدة» التي تعدها المقاومة لهم، في حال حصول اي حرب او عدوان.