من شبه المؤكد، أن خطاب الأمين العام لحزب الله لم يرضِ على الأرجح، لا مواليه ولا معارضيه! فالموالون قد يرون فيه تردداً في المشاركة الفعّالة في المعركة. والمعارضون قد يرون فيه مجرد سردية توصيف لما يجري في المعركة مع إدانة إسرائيل وجرائمها ومع تحميل الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية الأولى لنتائج المعركة.
لم يحمل خطاب السيد حسن نصرالله أي إضافة في مساندة غزة وحماس، باستثناء المشاركة في المعركة ضمن قواعد الاشتباك. وهذا بالتالي، لن يكون كافياً لإرضاء مقاتلي حماس! وهو إن كان يتحضر دفاعياً لمواجهة أي اعتداء أو هجوم إسرائيلي على لبنان، فهو يترك مبادرة فتح الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي.
يبدو حزب الله لاعباً احتياطياً في المواجهة بين حماس والجيش الإسرائيلي «تضامناً ومساندة». وهو ينتظر «الانزلاق» وتصاعد الأمور ليدخل الحرب مباشرة. من دون أن يتضح عندها في أي مركز! فهل يكون لاعب وسط دفاعي أو ينتقل الى مركز قلب الهجوم؟! أما مؤشرات «الانزلاق» فهي تبدو آتية لا محالة! فهل الفترة المقبلة هي لكسب الوقت؟ أم إن الجيش الإسرائيلي هو من سيأخذ المبادرة لفتح الجبهة الشمالية، وهو من سيُطلق الشرارة لحرب إقليمية؟! أما «الصبر والصمود» في خطاب الأمين العام لحزب الله، فهي تؤشر الى حرب طويلة ومؤلمة على المنطقة بشكل عام، وعلى غزة وعلى لبنان بشكل خاص!
* صحافي ومحلل سياسي