IMLebanon

المزايدون

 

 

لا نشكّ، لحظةً واحدة، في ان سماحة السيد حسن نصرالله لم يكن غافلاً عن ان جوقات المزايدين سيطلقون عقيراتهم في موجات من النفاق، تعقيباً على ما ورد في خطابه الموزون جداً والعاقل جداً، الذي حدّد فيه معالم المرحلة بوضوح، والذي لم يتخاذل أو يتراجع اطلاقا، ولكنه لم يضحِّ بمصلحة لبنان واللبنانيين، من اجل اي بروباغندا.

 

ان الذين ينظّّرون، على قاعدة المزايدة، قد تجوز مزايداتهم على بعض الجَهَلة وضعاف النفوس، والذين لا يرون أكثر من انوفهم.

 

والأسوأ بين هؤلاء اولئك الذين كانو يصرخون ويزعقون بأن السيد سيأخذنا الى الخراب والدمار والنزوح والتهجير. ولمّا اتخذ الأمين العام الموقف الذي يوازي بين المصلحة العليا والالتزام بالستراتيجيا قامت قيامة هؤلاء الذين يبنون مواقفهم على الصغائر والأحقاد والنكايات.

 

ليس من عاقل يجهل ان لدى المقاومة الاسلامية في لبنان قدرات ردعية هائلة، ولكن ذلك سيوازيه، في المقابل، تدمير وحشي في لبنان… والمشهد في غزة الصابرة الصامدة واهاليها المناضلين يحكي عن وحشية العدو بوضوح.

 

وثمة نقطٌ مركزية لا يجوز تجاهلها في أي حال من الأحوال، نشير الى بعضها في الاتي :

 

أولاً – ان سماحة السيد حسن نصرالله ليس هو من حدًد زمان المواجهة ومكانها. (ولن نسهب في هذه المسألة).

 

ثانياً – … ومع ذلك لم يتردد في خوضها، وارتقى للحزب كوكباتٌ من الشهداء، ولا يزال يقدمهم…

 

ثالثاً – ان الدعم الغربي (الأميركي والأوروبي) للاحتلال الصهيوني بلغ ذروته. صحيح  ان سماحة السيّد قال ان الاساطيل لا تخيفنا وقد أعددنا لها العدة، الا ان القدرات التدميرية التي تملكها الدول تلك بأساطيلها وبوارجها وحاملات طائراتها وطراداتها هي استثنائية… واللافت ان الأميركي ذكر حزب الله بين أهدافه.

 

رابعاً – استفاق العالم، أمس، على وزير صهيوني يقول بضرب قطاع غزة بقنبلة نووية.

 

خامساً – ثمة «أقربون أولى بالمعروف»، علما ان معظم الأصوات المزايدة تأتي من بلدان اولئك الأقربين، وليس فقط من لبنان.

 

سادسا، وهو الأهم  – ان السيد حسن نصرالله لم يتراجع بخطوة او بكلمة عن موقفه المبدئي .