Site icon IMLebanon

محور المقاومة بين “الديبلوماسيّة” والاستعداد لتوسيع الحرب… لقاءات هامة في بيروت

 

 

كثُرت التحليلات والمقالات حول كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله اليوم، فرسم البعض خطوطها العريضة، وذهب البعض الآخر بعيداً في تناول تفاصيل الخطاب، علماً أنه لم يُكتب بعد بانتظار ما سترسمه الساعات الأخيرة التي تسبق موعد الكلمة، التي ستكون بلا أدنى شكّ كلمة مفصلية بكل ما ستتضمنه من معادلات ورسائل، علماً أن حزب الله كان قد فضّل إطلاق اولى رسائله من خلال “النار” بعد عملية طوفان الأقصى.

 

تتزايد الاستفزازات “الإسرائيلية” لحزب الله في الجنوب من خلال توسيع نطاق القصف الذي استهدف مناطق لم تكن مشمولة بالحرب في بداية العمليات، وهو ما جعل البعض يفكر في مدى استعداد رئيس وزراء العدو لارتكاب حماقات، مثل استدراج حزب الله لدخول الحرب، ولكن بحسب مصادر معنية بما يجري، فإن حزب الله يعمل وفق شروطه هو لا وفق ما يحاول العدو فعله، وتحركاته تجري من ضمن مخطط واضح وكامل، بدأ في استهداف مواقع العدو في مزارع شبعا المحتلة، ولن ينتهي بإطلاق الصواريخ من اليمن على إيلات، وإعلان الجيش اليمني دخول الصراع بشكل علني ومباشر.

 

في بلاد العدو ترقب وانتظار لخطاب الأمين العام لحزب الله، وتحليلات حول الجبهة الشمالية والحرب مع حزب الله، فبحسب المصادر يجب الالتفات الى ما يشعر به الكيان في هذه اللحظات، فهناك ربط كامل بين ما تقوم به المقاومة في حماس وما قد يحصل في جنوب لبنان، حيث يعلم العدو، ولو لم يُعلن ذلك على اعلامه بسبب الرقابة العسكرية، تسطّر المقاومة ملاحم بطولية بالتصدي لجيش الاحتلال، الذي يحاول تسجيل أي انتصار ولو معنوي بالدخول الى غزة.

 

يضع العدو في حساباته إمكان توسيع رقعة الاشتباكات في الجنوب اللبناني، ولو لم تصل الأمور الى الحرب الشاملة، فهم يعتقدون أن حزب الله قد يستخدم في الساعات المقبلة صواريخ أكبر حجماً ويمكن أن تصل إلى مسافة أبعد، ويستبعدون في الفترة المقبلة، نسبة لما يجري في غزة، أن يستخدم حزب الله ترسانته الصاروخية القادرة بحسب تقديراتهم على إطلاق ما بين 6 الى 8 آلاف صاروخ يومياً، مما سيشكل دماراً هائلاً في الكيان، حتى لو تمكنت الدفاعات الصاروخية من تدمير ما نسبته 90 في المئة من الصواريخ.

 

يعيش العدو لحظات قلق بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطورات في الجنوب اللبناني والمنطقة، وتكشف المصادر أن محور المقاومة وضع مقاربة شاملة للوضع، بعد أن باتت الصورة واضحة، وذلك بعد لقاءات أركان المحور التي حصلت هذا الأسبوع، وبعضها حصل في لبنان بداية الأسبوع الجاري، ورسم خطوطاً حمراء عريضة تحت الأهداف التي رسمتها “اسرائيل” لعمليتها، فانكسار المقاومة ممنوع، وتهجير الفلسطينيين ممنوع، وتغيير المعادلات في غزة ممنوع، بينما المطلوب بحسب المصادر:

 

– أولاً: تحرك الدول العربية والاسلامية على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء، واتخاذ موقف واضح مما يجري من مجازر في غزة، وهو ما تولى بحثه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارته الى تركيا وقطر وتواصله المستمر مع نظيره السعودي.

 

– ثانياً: المضي قدماً في خطة الوقف المؤقت لإطلاق النار في غزة لإدخال المساعدات الإنسانية اللازمة، وبدء عملية التبادل على مراحل انطلاقاً من إطلاق سراح المدنيين لدى المقاومة، مقابل السجينات الفلسطينيات والسجناء الاطفال في سجون الاحتلال.

 

وتصف المصادر ما يجري حالياً بأنه سباق بين بدء الحل وإنطلاق الحرب، فالمحور يعمل على الجبهتين: الديبلوماسية والسياسية، والتجهيزات العسكرية، مشيرة الى أن الوقت أمام الأولى أصبح ضيقاً، والخيار الثاني قد لا يكون بعيداً.