اطل امس الامين العام لحزب الله على المعجبين به ليكرر مواقف الحزب من احداث اليمن، بما في ذلك ما هو منتظر بالنسبة الى معركة القلمون، ربما لانه حان قطافها، او لانها مادة اعلامية – سياسية دسمة، يخوض فيها العالم وناس الحزب من منظار الربح والخسارة بما في ذلك منظار اثبات الوجود لاسيما ان ما تردد عن مشاركة الجيش اللبناني فيها، كما تقول اوساط حزب الله قد لا يكون واردا، بل انه غير وارد في مطلق الاحوال، لان امور الحرب لا تقاس بمنظار حزب الله؟!
الذين من هذا الرأي يفهمون ما يخطط له حزب الله، لخلق حال توازن بينه وبين الحرب التي يخوضها على حساب نظام بشار الاسد ليبرر ما يقال عن ان ثمة تكليفا شرعيا يخلق معارك وهمية لا بد وان تشكل حالا ميؤوسا منها، الا اذا كان المقصود ترك الجيش في مواجهة التكفيريين الذين يخشاهم اركان الحزب ويرون فيهم ما ليس بوسع احد مقاربتهم، طالما ان النظام السوري غير قادر عليهم (…).
وماذا يمكن لسماحة الامين العام قوله غير الطعن بالمملكة العربية السعودية، لان طهران تقف مثل هذا الموقف من الحرب المدمرة في «اليمن السعيد» والا لن يكون اي جديد يذكر في حال لم يكن سب وشتم في كل ما له علاقة بالسعودية ليس حبا باليمين، بل لان الواجب الايراني يفرض مثل هكذا موقف من التطورات في اليمن وفي العراق وسوريا ايضا قبل ان تتطور الامور باتجاه الحسم الذي يعني دمار اليمن وتقسيمها بحسب اجماع المراقبين؟!
اما القول ان التصرف الايراني هو الذي سيؤدي الى تجزئة الحرب في اليمن، فهو كلام باطل يراد به قلب الصورة في منطقة الشرق الاوسط، وهناك من يصر على القول ان ايران في وضع لا تحسد عليه يدفعها الى ان توظف ثقلها السياسي والاعلامي والعسكري لتخرج من اليمن بأقل خسائر ممكنة وهذا بدوره غير واقعي، لان اندفاعة جيشها مع الحرس الثوري في حروب العراق وسوريا واليمن كفيل بأن يكشف نظام الائمة باتجاه فشل عسكري فاضح؟!
هذا الرأي ليس نتاج تفكير سياسي – عسكري عربي بقدر ما هو نتاج فكر استراتيجي ضحل من الضروري انه لم يأخذ في الاعتبار المعنى الحقيقي لكنه حرب ولدلالاتها الاستراتيجية التي من الواجب ان تأخذ في حسابها الربح والخسارة، اي ان توازن بين النتائج قبل ان تتصرف على اساس ما سيحسب على تدخل ايران في امور لن يكون الخروج منها مقبولا في حال لم يستوعب سياسيوها وعسكريوها المعنى الحقيقي لكلمة حرب الفضفاضة في مدلولها ونتائجها؟!
واذا كان لا بد من كلمة حق تقال في المشروع السياسي لحزب الله في مرحلة ما بعد حرب القلمون، فثمة من يجزم بان امورنا العامة تبدو ضائعة بين من يفهم المعنى الحقيقي لكلمة نصف حرب ونصف سياسة، كنتيجة حتمية للمرحلة التي انقضت الى مرحلة قد توصل الى اللا سلام، مع متابعة ذلك على اساس ان حزب الله يمكن ان يزيد من تورطه في مواجهة غير متوازنة كي لا يضطر الجيش اللبناني الى اقحام نفسه في ما ليس بوسعه دخولها عن سابق تصوير وتصميم؟!
يبقى القول ان سماحة السيد قد تطرق الى الاستحقاق الرئاسي لافهام من لم يفهم ان لا مجال امام الوصول الى الانتخابات بمعزل عن مرشح الحزب العماد المتقاعد ميشال عون، من غير حاجة الى فهم معركة الرئاسة على اساس من هو مع ومن هو ضد، وهذا بدوره من الامور التي تحتاج الى من يوضحها قبل الوصول الى نتائجها؟!
هذا ما قاله نصر الله وهو تكرار لما ورد ويرد على السنة وزراء ونواب الحزب حيث لا خوف ولا حرج بالنسبة الى انتقاد المملكة العربية السعودية التي لن تأخذ كلام حزب الله بجدية، والا لما تأخرت لحظة عن افهام بعض اللبنانيين (الشيعة) ان لا مجال لعملهم على ارضها مهما اختلفت الاعتبارات والنتائج؟
السؤال المطروح: هل تتطلع الرياض الى تصرف بحق زوارها من الشيعة اللبنانيين كي يفهم حزب الله ان هناك حاجة مطلقة لاخذ المصلحة السعودية في سياق العمل العسكري الايراني ضد السعودية، من غير حاجة الى حصول مواجهة مباشرة معها، بقدر ما لا يراد من دور عسكري في العراق وسوريا واليمن … والخير لقدام؟!