IMLebanon

كلام نصر الله حك على الجرح؟!

فيما اصرت دول مجلس التعاون الخليجي على تصعيد موقفها من حزب الله  بما في ذلك اتهامه بالارهاب، كان اصرار في المقابل من جانب الامين العام للحزب على التبريد في الداخل مقابل التصعيد الاقليمي، فان كلامه الاخير اعطى الانطباع بإنه في غير وارد التراجع عن حملاته على المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي لما فيه مصلحة الجمهورية الاسلامية في ايران، لاسيما  ان تعليمات طهران كانت بدورها حاسمة بالنسبة الى الصراع مع السعودية وكل من يرى رأيها، كذلك بالنسبة الى موقف ايران من التطورات في كل من سوريا والعراق واليمن وكأن الامور سائرة حتما باتجاه لا مجال للتراجع عنه.

وفي مقابل هذه التطورات كان موقف لدول مجلس التعاون الخليجي اصرت من خلاله على اتهام حزب الله بانه فصيل ارهابي لم يتأخر يوما عن الحاق الاذى بمصالح الامة العربية – الاسلامية من دون الى ان يتوقف احد  عند وجهة  النظر  القائلة  ان  لبنان هو من بدأ حملته على السعودية على خلفية الصراع الداعم في كل من العراق وسوريا واليمن، وكأن لا مجال امام تراجع ايران عما تراه من مصلحتها في المنطقة العربية حتى ولو اقتضى الامر اشعال المزيد من الحرائق الديبلوماسية مع العالمين العربي والاسلامي.

وطالما ان ايران لا تريد سوى اثبات سوء نيتها تجاه ما حصل بالنسبة الى التعرض لسفارتها في طهران التي لجأت الى تخلية العقل المدبر لاقتحام  السفارة رجل الدين المتشدد حسن كرد مهين، وقد جاء هذا التصرف على رغم ما سبق لامين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني في  16 شباط الفائت عن تحضير اجراءات محاكمة الذين اعتدوا على السفارة السعودية وملاحقتهم بتهمة التسبب بإلحاق الاذى بالسلام الايراني الداخلي، فيما قالت اوساط مطلعة ان وراء تجنب الملاحقة القضائية لرجل الدين  الذي تسبب بخلاف مع السعودية، قرار على اعلى المستويات لان مهيمن كان ولا يزال يقاتل مع جماعته الى جانب النظام  السوري في صفوف الحرس الثوري!

المهم بالنسبة الى لبنان تجنب الانسياق وراء ما يضر بالمصلحة العامة، لمجرد ان ذلك يزيد من العوامل السلبية التي تدفع حزب الله الى ان يرفع من وتيرة حملته على الحكومة وعلى كل ما صدر ويصدر عنها لجهة     تحميل حزب الله مسؤولية خلق مشاكل مع حزب الله عمق الامور التي تشكل خلافا بين اللبنانيين، مع العلم ان الحكومة اللبنانية تنصلت من كل ما من شأنه التأثير على العلاقة مع ايران، بما في ذلك تعكير الاوضاع في الداخل بحسب ما اشار اليه السيد حسن نصر الله في كلامه اول امس،  حيث قال صراحة ان الحزب دخل مرحلة جديدة من الصراع السياسي والاعلامي.

كما لفت نصر الله الى ان الهبة السعودية المقدمة الى الجيش قد اوقفت منذ وفاة الملك عبد الله، وهي لم تتوقف بسبب مواقف حزب الله  من الصراع الايراني – العربي، اضف الى ذلك ان السعودية ارادت من وراء وقف العمل بالهبة الضغط  على حزب الله حتى يتراجع عن موقفه منها مدعيا ان السيارات المفخخة التي اتت من القلمون السوري الى لبنان مصدرها الادارة السعودية؟!

كذلك اشار نصر الله بشكل مثير  للتساؤل الى ما تردد عن ان هناك من يسعى الى «عاصفة حزم في لبنان» من غير ان يتناسى ما تقوم به السعودية في حربها على اليمن، مع العلم ان تذكيره بما يصفه بانه عداء سعودية مكشوف، لا يعني سوى اولئك الذين لديهم مصالح مباشرة مع ايران، حيث «لا مصلحة وطنية لاي بلد بأن يسمح للسعودية  بشن حرب على بلد اخر»، فضلا عما تفهمه ايران من ان حروب السعودية ليست لمصلحة اي دولة عربية او اسلامية (…)

كما ادعى نصر الله ان «السعودية تتصرف مع لبنان وبعض الدول العربية  بالشكل الذي يعطيها شبه شرعية لشن هجوم على بلد اخر»، متسائلا «هل يحق للسعودية ان تعاقب لبنان والدولة والجيش والمقيمين اللبنانيين في الخليج، لان هناك حزبا لبنانيا يرفع الصوت ضد تصرفاتها» وشدد تكرارا على اننا لن نسكت عن كل مخالفات السعودية ضد مصالح لبنان والامة العربية، لمجرد ان السكوت يوحي وكأن المملكة على حق وغيرها على باطل؟!

واستغرب نصر الله ما يتردد في لبنان عن «7 ايار وقمصان سود» وقال ان ذلك غير صحيح وليس من بيننا من يريد العودة الى الوراء، لمجرد وجود غايات ومصالح غريبة عن الواقع اللبناني، ولفت الى وجود رغبة صادقة في استمرار الحوار الثنائي مع المستقبل، ونفى وجود نية لدى الحزب لان يقلب الطاولة في اشارة منه الى ضرورة تكريس التفاهم الداخلي بما في ذلك تخطي كل ما من شأنه ايجاد فتنة بين السنة والشيعة.