فيما كان ولا يزال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على أهبة الاستعداد لان يسب المملكة العربية السعودية، في ما لم يتأخر لحظة عن الاشادة بالجمهورية الاسلامية في ايران، غير ان ما كان مطالباً به بالنسبة الى الوضع الداخلي، فهو رأيه بانتخابات رئاسة الجهورية وما اذا كان سينتخب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، ام انه سيبقى مقاطعا الجلسات، وهذا ما لم يقاربه بصريح العبارة، بقدر ما حار ودار حوله ليصل الى حد القول ان كتلته النيابية لم تغير رأيها في الموضوع الرئاسي، من غير حاجة الى ان يفهم سامعه على مدى خطبتين مطولتين ما اذا كان سيبقى مع الجنرال او انه غير موقفه من حليفه؟!
كلام كثير قيل في هذا الصدد من دون حاجة الى ما يفهم منه مع من هو، سوى كلام في العموميات، لاسيما انه لم ير امامه وحواليه غير انتقاد السعودية بما في ذلك تأكيد استمرار حربه في سوريا الى جانب نظام بشار الاسد، اعتقاداً منه ان حلب مثلا هي مفتاح استرجاع فلسطين المحتلة، من غير ان يقول ماذا فعل نظام الاسد في مواجهة العدو الاسرائيلي، لمجرد القول انه كان يتمنى لو أمكنه فقء عين الصهيونية مثله مثل النظام في طهران القائم على قاعدة منع اي كان من مقاربة العدو، ليس لانه لا يريد ذلك، بل لان الايرانيين موزعون في قواهم بين الحروب الدائرة في العراق وسوريا واليمن والبحرين، وكل ما عدا ذلك لا محل له في الاعراب السياسي والعسكري؟!
اغلب الظن ان السيد حسن يعتقد صراحة وجهارا انه يقوم بواجبه الايراني المكمل لحروب المنطقة، من غير حاجة الى ان يجعل غيره يجاريه في وجهة نظره، خصوصا ان لا مجال امام تراجع حزب الله عما فعله ويفعله في سوريا، وفي غيرها طالما ان الاوامر التي ينفذها بحذافيرها تأتيه معلبة من جانب الحرس الثوري، مثل الاموال التي تصله دوريا وكأنه يلبي مهام يصعب عليه رفضها بعد طول تورط في طريقة التعاطي مع النظام في ايران، من غير حاجة الى ان يسأل ومعه قادة المقاومة في الحرب السورية؟!
من حيث المبدأ، من المستحيل اعادة حزب الله الى بيت الطاعة اللبناني، بعدما قطع شوطا طويلا في تورطه السياسي والعسكري الخارجي، فضلا عن انه بات يشكل رديفا للدولة اللبنانية، متكلا على ترسانة عسكرية من الصعب عليه التخلي عنها، ليس لانه لا يريد ذلك بل لانه تورط في تكبير حجمه الى حد القول ان لا مجال امامه سوى وضع رأسه برأس الدولة بلا حاجة لان تكون الدولة برأس وبمؤسسات تعرف كيف تتعاطى مع السلاح غير الشرعي ومع جهات تدين بالولاء للخارج بكل ما تعنيه الكلمة من معنى (…)
ان مناسبة ذكرى عاشوراء حفلت بكل ما تعنيه الكلمة من جانب الامين العام لحزب الله الذي خاض بكل شيء باستثناء الموقف من الرئاسة الاولى، لاسيما ان موعد جلسة الانتخاب في اول تشرين الثاني لم تعد بعيدة، بقدر ما تتطلب تحديد ماهية موقف الحزب من ترشح حليفه الاساسي الذي سبق ان غطى مجموعة مآخذ وهفوات صدرت عن المقاومة منذ ما قبل الشغور الرئاسي، فيما لم يقصر الجنرال في اي من المجالات المشار اليها، الى حد شعور الاخير بأن دينه على الحزب تخطى كل التوقعات الداخلية والخارجية (…)
المهم من وجهة نظر العماد عون وجماعته هو ان لا تذهب تضحياتهم سدى، بعد طول تغطية سياسية كاد يجعل من هؤلاء شبه مسخرة، خصوصا في اوساط المسيحيين الذين يشعرون وكأن حزب الله قد باعهم بأقل الاثمان السياسية والوطنية، حيث كان بوسع الجنرال ان يحدد مسارا مختلفا لو غير رأيه في حليفه الأصفر؟!
والاسوأ من كل ما تقدم انه لم يعد بوسع العماد عون تغيير نظرته الى حزب الله في حال لم يبادله الحزب وفاء بوفاء، فضلا عن كل ما حصل من نكبات دستورية وقانونية تسبب بها الحزب في معظم الحكومات التي جمعته مع مختلف الاطياف لعدة اعتبارات يحتاج الخوض فيها الى معرفة مصير رئاسة الجمهورية وما اذا كانت ستبصر النور مع حزب الله او من دونه؟!