موقف فاتيكاني جديد برز امس، أكّد ضرورة الوقوف الى جانب لبنان ومساعدته في أزمته الإقتصادية والإجتماعية والمالية. وقد جاء هذا التأكيد على لسان رئيس الأساقفة في حاضرة الفاتيكان الكاردينال بول ريتشارد غالاغر، خلال استقباله وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي. وأكد غالاغر في الوقت نفسه أنّ على لبنان التحاور مع الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي والمجتمع الدولي لايجاد المخارج اللازمة للازمة الاقتصادية والمالية.
وأكد السفير اللبناني في الفاتيكان النائب السابق فريد الخازن لـ”نداء الوطن” انه فوجئ كثيراً بالكلام المنسوب الى مصدر ديبلوماسي اوروبي، عن أن دوائر الفاتيكان هي التي أرسلت بطلب حضور حتّي، مُتخطّية السفير، مشدداً على أن “الفاتيكان، مثل اي دولة في العالم لا يستدعي وزير دولة اخرى”.
وشرح الخازن انه فور تلقّيه اتصالاً هاتفياً من الوزير حتي يُعلِمه فيه برغبته في زيارة الفاتيكان، بادر الى ترتيب مواعيد لقاءاته مع المسؤولين في الفاتيكان، وخصوصاً المعنيين بالشأن اللبناني “والذين تربطني بهم علاقات متينة وممتازة والتي سعيت الى تمتينها منذ استلامي مهامي الديبلوماسيّة الجديدة”. وتحدّث الخازن عن أهمّية زيارة وزير الخارجية اللبنانية “في لحظة حسّاسة وظروف صعبة يمرّ بها لبنان والمنطقة، حيث تأخذ متابعة الفاتيكان لأوضاع لبنان طابعاً رسمياً اكثر، خصوصاً وأنّ لبنان في اهتمامات البابا فرنسيس، وحاضر في قلبه دوماً”. واشار الى “أنّ العالم مليء بالمشاكل، ومشكلة لبنان من إحدى المشاكل التي يتابعها الحبر الأعظم، وتتطلّب المتابعة الدورية الرسمية كي تبقى في أولويات المتابعة والإهتمام الفاتيكاني. وفي الوقت نفسه، للفاتيكان إهتمام مباشر بالأزمة الإقتصادية التي يشهدها لبنان، شأن اهتمامه بأزمات في دول أخرى كالأرجنتين، كذلك اهتمامه بالمدارس في لبنان والشباب والأطفال فيه، والذين تحدّث عنهم البابا في أكثر من محطّة، وليس آخرها، في عظته بعد صلاة التبشير الملائكي عندما ناشد المسؤولين اللبنانيين العمل لحلّ الأزمة المعيشية في لبنان، قائلاً: “تصوّروا أنّ هناك أطفالاً جائعين، وليس لديهم ما يأكلون”.
السفير الخازن، الذي يطوي بعد اشهر، عاماً ثانياً من عمله الديبلوماسي في الفاتيكان كان في صدد التحضير لمؤتمر دولي كبير في لبنان، بالتعاون مع جامعة الروح القدس – الكسليك، يحضره كبار المسؤولين في الفاتيكان. الا انّه تم تأجيله بسبب “كورونا”، وهو ينعقد لمناسبة الذكرى المئوية لولادة القديس يوحنا بولس الثاني، وتقديراً لمكانة لبنان الكبيرة في قلب قداسته. كذلك فإن المؤتمر يصبّ في التوجّه الرئاسي بإنشاء “أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار” في لبنان في 16 أيلول 2019، والتي أقرّتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك”.
وهل من مبادرة فاتيكانية ما في القريب العاجل؟ أجاب الخازن: “صحيح ان الفاتيكان مهتمّ جداً بلبنان الا انني اعتقد انّ الجانب اللبناني هو من عليه أن يُبادر اولاً، وأرى أنّ الدول لن تتحّرك اذا كان صاحب البيت لا يهتمّ، والدليل تشديد صندوق النقد الدولي الدائم على ضرورة تطبيق الاصلاحات، ففي النهاية اذا لم يلمس خطوات جدّية فسيوضّب اغراضه ويرحل. وللأسف، هناك شعور عام في لبنان، بعد سنوات من الحرب والوصاية والأزمة الإقتصادية القاسية اليوم، بأن العالم ينتظر إشارة منّا ليساعدنا، ومتى شئنا وبشروطنا”.