يقول الديبلوماسي الأوروبي الغربي، صديق لبنان، أن السيناريو المتفق عليه بين واشنطن والقاهرة والدوحة يهدف الى تحويل هدنة الأيام الأربعة الى هدنة طويلة، من دون سقف، ومن دون التوصًل الى قرار نهائي بوقف إطلاق النار، وعدم استبعاد أن تتخللها خروقات عديدة ولكنها لن تؤدي الى استئناف الحرب على نطاق واسع.
وفي تقديره ومعلوماته أيضاً أن العائق أمام هذا السيناريو هو بنيامين نتانياهو الذي يعيش قلقاً مفهوماً ولكنه غير مبرّر. قلقه مفهوم لأن مصيره ومستقبله السياسي على المحك، وغير مبرَّر، لأن الداخل الإسرائيلي لا يقبل ربط مصير وحياة واقتصاد الكيان الصهيوني وقاطنيه بمصير شخصٍ قد يدخل السجن لأسباب تعود الى ما قبل «طوفان الأقصى» وما تخلل الحرب من خسائر لم يعهدها الاحتلال منذ نشأته في العام 1948 حتى اليوم.
ويضيف الديبلوماسي الأوروبي الغربي شارحاً تفاصيل السيناريو بالآتي: عندما ينتهي تسليم الأسرى الإسرائيليين في الدفعة الأولى سيرتفع ضغط أهالي الأسرى الباقين لدى حماس والجهاد، وسيصل صراخهم الى أعلى فأعلى، رافضين بقوة استئناف القتال مطالبين بأن يُفسح في المجال أمام الوسطاء الثلاثة (الأميركي والمصري والقطري) للمضي في وساطتهم من أجل إنجاز سلسلة اتفاقات لاحقة لإطلاق دفعات ثانية وثالثة ورابعة، وربما أكثر، من تبادل الأسرى ما سيستغرق أشهراً وليس فقط أسابيع.
ويستدرك مضيفاً: في تقديري أن نتانياهو لن يكون قادراً على الوقوف في وجه المدّ البشري داخل الكيان العبري وسيكون قابلاً، وإن مكرَهاً، بتمديد الهدنة. أما اذا ركب رأسه (وهذا وارد بنسبة غير قليلة) فإن الأميركي تعهّد، كما أعرفُ، بأن يلجمه(…).
ماذا عن الجبهة اللبنانية؟ يجيب صديق لبنان: لا شكّ في أن ثمة خشيةً من أن يعمد بعض المشاركين فيها من الدرجتين الثانية والثالثة «الذين أسمّيهم «الفراطة» الى الخربطة، ولكن المعلومات التي توافرت لي ولحكومتي، تفيد بأن حزب الله سيتحمّل مسؤوليته كاملةً في هذا السياق، وحماس تعاونه فيه، ومعروف عن السيد حسن نصرالله أنه لا يقبل اللعب والمزاح في هكذا شأن».
سألته أخيراً: وماذا عن قوات العدو المتواجدة داخل قطاع غزة؟ أجابني: أمّا هذه فـ «مسألة مختلفة» حالياً، ولكنها ستفتح الباب أمام عمل جدّي لتحريك مباحثات السلام