Site icon IMLebanon

أزمة التيار الوطني وتهاني جعجع.. !

 

 

 

 

خروج النائب إبراهيم كنعان من التيار الوطني الحر خطوة متوقعة منذ فترة، لأن الأجواء التي تهيمن على العلاقات بين رئيس التيار وعدد من النواب ليست صحية، بل تسودها الحساسيات الشخصية، والتي تحولت مع الوقت إلى خلافات صامتة في البداية، ولكن سرعان ما أخذت طريقها إلى العلن.

رُبَّ قائل أن قضية خروج أعضاء بارزين من أي حزب أو تيار هي مسألة طبيعية، وتحدث في مختلف التجارب الحزبية المحلية والخارجية، بما فيها الأحزاب التوليتارية الكبيرة، مثل الحزب الشيوعي الروسي والحزب الشيوعي الصيني، فضلاً عن الأحزاب العربية التي تحوَّل بعضها، مثل حزب البعث، إلى مجموعة أحزاب متقاتلة في ما بينها.

وفي لبنان بقيت الإنشقاقات التي شهدها حزب الكتائب، وخروج نواب بارزين وشخصيات كبيرة بحجم نائب جزين المحامي أدمون رزق، وزميله نائب كسروان المحامي لويس أبو شرف من صفوفه، من التجارب الحزبية المشهودة بتغلب الإجتهادات الشخصية أحياناً على أنماط الهيمنة وقمع الرأي الآخر.

لا شك أن رئيس التيار جبران باسيل يدرك أكثر من غيره أن  كتلته النيابية أصبحت أضعف مما كانت عليه قبل خروج النواب الأربعة إلياس أبو صعب وآلان عون وسيمون أبي رميا وإبراهيم كنعان، ليس بأشخاصهم فقط، بل بما كانوا يمثلون من وزن سياسي ونيابي،مثل نائب رئيس مجلس النواب أبو صعب، ورئيس لجنة المال والموازنة إبراهيم كنعان، ورئيس جمعية الصداقة النيابية اللبنانية الفرنسية سيمون أبي رميا. فضلاً عن إحتمال إنضمام نواب آخرين من التيار إلى حركة المعارضين لإدارة باسيل وأسلوبه في التعاطي مع النواب وإدارة الجلسات، بأساليب تعسفية لا تحترم الرأي الآخر.

خسارة التيار لعدد من نوابه الحاليين، بسبب أزمته المتصاعدة،  ستنعكس على حجمه المتراجع في المجلس الحالي، وفي الإنتخابات النيابية المقبلة، لأن النواب الخارجين لا يعتمدون في فوزهم بمقاعدهم النيابية على أصوات مناصري التيار، بقدر إعتمادهم على الأصوات الشيعية، من خلال حليف الأمس حزب الله، الذي من المتوقع أن يحوِّل كتلة أصواته في دائرتي بعبدا وجبيل لمصلحة النائبين آلان عون وسيمون أبي رميا.

ضمور كتلة التيار سيكون لمصلحة كتلة القوات التي تبقى الأكبر عدداً مسيحياً،

ولو نجحت الإتصالات الناشطة حالياً لتشكيل كتلة نيابية من النواب الموارنة المستقلين، في إستعادة لتجربة مجموعة «النواب الموارنة المستقلين» عشية مؤتمر الطائف، والتي خرج منها رئيسان للجمهورية رينيه معوض وإلياس الهراوي.

لا ندري إذا كان الدكتور سمير جعجع سيفتح باب التهاني بخروج أحد مهندسي إتفاق معراب النائب إبراهيم كنعان من صفوف التيار الوطني.