IMLebanon

“الأحرار” يرشّح في جبل لبنان… ويدعم “السياديين” في كل الدوائر

 

 

 

بعد إقفال باب الترشيحات وتأليف اللوائح باتت الإتجاهات واضحة لدى كل الأحزاب والتيارات والقوى الأساسية التي تدخل السباق للوصول إلى ساحة النجمة.

 

ومن بين هذه الأحزاب والقوى يبرز اسم حزب «الوطنيين الأحرار» الذي أسّسه الرئيس كميل شمعون وأدّى دوراً كبيراً في تاريخ لبنان، لكن هذا الحزب قاطع كل الإنتخابات النيابية التي جرت أثناء فترة الإحتلال السوري، وتمثّل للمرة الأولى بعد «إتفاق الطائف» في انتخابات 2009 عبر رئيسه النائب دوري شمعون في الشوف.

 

وغاب حزب «الأحرار» عن البرلمان في انتخابات 2018 بعدما فرط عقد قوى 14 آذار، ولم ينجح مرشحه في الشوف كميل دوري شمعون في الوصول إلى الحاصل الإنتخابي.

 

لكن الحزب الذي يُعتبر من أهم المدافعين عن القرار اللبناني المستقلّ، عاد ليقوم بدوره على الساحة المسيحية والوطنية بعد انتخاب قيادة جديدة برئاسة كميل دوري شمعون، وبالتالي فإن الإنتخابات مرحلة من النضال السياسي في قاموس الحزب.

 

وكانت أولى الإشارات الجديّة بعودته للمنافسة هي احتضانه القوى السيادية وتأسيسه الجبهة السيادية ورفع سقف المعركة بالتصدّي لـ»الدويلة» وتحرير لبنان من الإحتلال الإيراني، فعاد مقره في السوديكو محطة لجمع الإستقلاليين مثلما كان أثناء «لقاء قرنة شهوان» وخلال فترة «ثورة الأرز».

 

وبالتزامن مع الإنتخابات النيابية، فإن «الأحرار» أخذ القرار الحاسم بالترشّح والدعم في 4 دوائر أساسية تخاض فيها معارك قاسية ضدّ حلفاء «حزب الله» وعلى رأسهم «التيار الوطني الحرّ». وفي السياق، فإن الترشّح الأهم كان لكميل شمعون متحالفاً مع «القوات» ومن ثم الحزب «التقدّمي الإشتراكي» في دائرة بعبدا، ويُعتبر نقل شمعون ترشيحه خطوة في الإتجاه الصحيح بعد تضعضع قوة «التيار الوطني الحرّ» وعدم قدرة تحالف «التيار» – «أمل» – «حزب الله» على الفوز بأكثر من مقعدين شيعيين ومقعد ماروني، وبالتالي ترتفع حظوظ شمعون بالفوز خصوصاً بعد تشتت قوى الثورة وعدم قدرتها من الوصول إلى الحاصل.

 

أما الدائرة الثانية التي لديها رمزية عند «الأحرار» فهي دائرة الشوف – عاليه حيث تشكّل دير القمر معقل آل شمعون، وفي هذه الدائرة يتمثل «الأحرار» بمرشح على لائحة تحالفه مع «القوات» و»الإشتراكي» وهو المرشح عن المقعد الكاثوليكي فادي المعلوف.

 

وفي المتن، رشّح «الأحرار» رشيد أبو جودة وتحالف مع «القوات»، ويسعى الحزب للعودة إلى هذه الدائرة التي كانت تُعتبر من أهم معاقل الشمعونية، ولذلك فإن العبرة في قدرة هذه اللائحة على تأمين أكثر من حاصل إنتخابي، وبالتالي الدخول في المنافسة على أحد المقاعد المارونية.

 

أما في كسروان – جبيل، فقد اختار «الأحرار» التحالف مع «القوات» أيضاً عبر دعم المرشح أنطوان زخيا صفير، وهناك رهان جدّي على تحقيق هذه اللائحة خرقاً كبيراً يتمثّل بفوزها بثلاثة حواصل، خصوصاً أن صفير يعمل بخطاب وطني وسيادي ويسعى إلى نيل دعم عائلته.

 

إذاً، صاغ «الأحرار» تحالفاً مع «القوات» في كل دوائر جبل لبنان، في حين أن المعارك ستكون مشتعلة في كل الدوائر وأبرزها دوائر بيروت الأولى والشمال الثالثة وجزين – صيدا، من هنا فإن «الأحرار» وعلى رغم عدم ترشيحه أي مرشح حزبي، فإنه اتّخذ قراراً واضحاً بدعم القوى السيادية فقط ومن كل الطوائف من أجل تأمين أكبر كتلة في البرلمان تواجه المشروع الإيراني.