لا اعرف كيف استعيد توازني كانسان من لبنان، ولا اعرف كيف اميز بين الخطأ والصواب، ولا اعرف كيف اميز بين الاصدقاء والأعداء، ولا اعرف كيف احدد المخاطر على المجتمع والدولة والكيان، ولا اعرف كيف تبنى التحالفات والخصومات الوهمية في لبنان، ولا اعرف كيف اتعامل مع تأثير التنجيم والتغريد على الغالبية العظمى من شعب لبنان، ولا اعرف كيف اعبر عن غضبي وحزني الشديد على لبنان، ولا اعرف كيف ستكون الايام والاسابيع القادمة على كل لبنان.
لا اعرف كيف سيكون العالم بعد الذكاء الصناعي والصحوة من غيبوبة الاستغباء، ولا اعرف كيف سيكون الغرب بعد الشفاء من اوهام الاستشراق، ولا اعرف كيف سيكون الشرق بعد الشفاء من اوهام الاستغراب، ولا اعرف كيف سيكون الشارع الغربي بعد معاقبة الضحية وتكريم الجلاد، ولا اعرف كيف سيكون السلام على جثث الاطفال وحطام المدارس والمستشفيات، ولا اعرف كيف سيكون الانتصار والوعي في حالة انهزام تام، ولا اعرف كيف ستقوم الدولة الموعودة والمجتمعات في حالة تحلل وتشرد ونزوح وضياع، ولا اعرف كيف اعبر عن خجلي وخيبتي من تعاظم الخفة والادعاء في وطني الحبيب لبنان.
لا اعرف متى سيتقدم الولاء الوطني على مهزلة المعارضة والموالاة، ولا اعرف متى سيتوقف سباق الرئاسات والزعامات رغم القتل والدمار، ولا اعرف الى متى ستبقى حماقات الماضي تعترض مستقبل الاجيال، ولا اعرف متى ستتغير معايير الهزيمة والانتصار ولا اعرف متى سيتقدم النجاح على الارباح ولا اعرف متى ستتقدم العقلانية على الشطارة في لبنان، ولا اعرف متى ستصبح الهوية الوطنية اكبر من الهويات المذهبية والطائفية، ولا اعرف متى سيصبح لبنان الوطن اكبر من زواريب الخصوصيات.
لا اعرف كيف انخرط كل لبنان في ديموقراطية الاوهام الافتراضية، ولا اعرف كيف انفصلنا عن الواقع وشاركنا بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتأرجحة والزرقاء والحمراء، ولا اعرف كيف أقنعنا انفسنا بان كبار العالم منشغلون بطموحات قادتنا الصغار، ولا اعرف الى متى سيبقى شعب لبنان مجرد فئران بيضاء في مختبرات الشرق الاوسط القديم والجديد، ولا اعرف الى متى سنبقى نغني (عم بحلمك يا حلم يا لبنان )، لا اعرف…لا اعرف…لا اعرف.