خرج تكتل الاعتدال الوطني من حصيلة لقاءاته حتى الآن مرتاحا، بعدما نال تأييدا من القوى السياسية على مبادرته التشاورية، وتمكن من تجاوز منتصف الطريق على أن يعلن الأسبوع المقبل أو الذي بعده على أبعد تقدير النتيجة النهائية. لم يتراجع هذا التفاؤل ويستكمل التكتل مسعاه بوتيرة متسارعة حتى وإن اصطدم بتأجيل لقاء من هنا أو اجتماع مع هناك مع باقي النواب، وبالتالي يحافظ على ديناميته بإعتبار أن مبادرته هي الوحيدة التي تحظى بفرصة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، إلا إذا برز عائق ليس في الحسبان. ولمن يقول أن التكتل غير قادر على شرح مبادرته، فإن أصحابها يقولون: «نحن لا نخترع البارود، والمسعى قائم على التشاور قبل التوجه إلى مجلس النواب، وليس هناك من رئيس لأي جلسة تشاورية على الاطلاق، وهذا ما جرى تداوله مع الكتل النيابية».
اما اذا كان التشاور سينجح ام لا، فليس في الامكان التقدير هنا، لأن ذلك يعتمد على المناخ السائد، والمهم جمع الكتل في لقاء تشاوري محدد بعنوان يتيم ألا وهو الانتقال إلى إنجاز الانتخابات الرئاسية وفق ما ينص عليه الدستور، وبالتالي ليس هناك من حوار مصغر أو موسع أي تسمية أخرى، وهناك محاولة جدية لكسر الجمود الحاصل في هذا الملف. ويراهن التكتل على هذه المبادرة من دون فرض أي توجه أو التسويق لهذه الشخصية او تلك، ومن المنطقي عدم إطلاق تكهنات طالما أنها لا تزال قائمة وسالكة ويعمل نواب التكتل على حصد أكبر دعم لها، وهذا ما عكسته اجتماعاتهم التي تدخل محطة مفصلية بعد لقائهم وفداً من كتلة الوفاء للمقاومة، غير أن عدم ممانعة الكتلتين المسيحيتين عن المشاركة في التشاور أتاح في المجال أمام مواصلة تحريك المبادرة.
ويقول نائب التكتل عبد العزيز الصمد لـ «اللواء» أن التحرك لم ينتهِ وليس صحيحا أن التفاؤل بنجاح المسعى تراجع، فهناك اجتماعات للتكتل مع حزب الله ومع كتلة الطاشناق ونواب مستقلين في الأسبوع المقبل، ويشير إلى أن ما من ترويج لأسم معينة، وإن هدف المبادرة العمل على تسهيل عملية الانتخاب كي تعالج مشاكل البلاد، وبالتالي ليس هناك من تشاؤم في الأجواء المرافقة لحراك نواب التكتل، والامور تسير في الطريق الصحيح.
ويعلن النائب الصمد أن من حق كل فريق الإشارة إلى مرشحه أو أن يرشح شخصية ما، وهذا حق ديمقراطي لكل فريق سياسي والموضوع بحسم في البرلمان وفي جلسة الانتخاب، ويؤكد أن التكتل لم يسمع رداً سلبياً مسبقاً من حزب الله، واللقاء معه حدد يوم الاثنين عندما نسمع منه جواباً يُبنى على الشيء مقتضاه، ويكشف أنه لم يقرر بعد من يدير جلسة التشاور،وهذا الموضوع قيد البحث، كما أن هناك من يسجل المحضر مكرراً القول أن لا رئيس لجلسة التشاور ولا برنامج لها لأن موضوعها محدد هو التشاور، وإذ تم التوصل إلى اسمين أو اكثر نذهب بهم إلى مجلس النواب ضمن غطاء الـ٨٦ نائبا بما يؤمن نصاب جلسة الانتخاب، ويوضح أن المبادرة تضم هذه النقطة وموعد التشاور لم يحدد بعد، معلنا أنه ربما يتم بعد حلول شهر رمضان. وفي الجولة الثانية من لقاءات تكتل الاعتدال الوطني والتي ستكون سريعة، ينال التكتل فيها جوابا عمن يشارك في هذا التشاور، أي شخصية او اثنين فيها، وهذا يتضح في خلال الأيام المقبلة.
ولأن البلد لم يعد يحتمل الشغور، كانت هذه الفرصة المحلية والتي تسير في التيار نفسه مع اللجنة الخماسية وفق تأكيد النائب الصمد الذي توقف عند المبادرة المخرج وأهمية ترجمتها في ظل انسداد الأفق، وهي داخلية صرف وتحظى بدعم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا علاقة لها بمبادرة النائب غسان سكاف لأنها تحمل روحية كتلة الاعتدال فحسب.
ويتمنى أن يكون ختام المبادرة مسكاً، وأن يتم التعاطي بإيجابية، والباقي على الله.
إلى ذلك تتخوف مصادر سياسية مطلعة عبر لـ«اللواء» من أن تكون المبادرة لملء الفراغ الضائع وألا تجد لها سبيلا فتبقى حبرا على كلام وورق خصوصا إذا اعتذر أحد الأفرقاء لاحقا وبدَّل تعاطيه الإيجابي مع المبادرة، مشيرة إلى أن العبرة في التنفيذ، وأكثر ما يخشاه البعض هو تجميد المساعي كلها أو أن تنسفها بفعل تطور أمني غير مسبوق.