كلمة ميقاتي أمام النواب تضع النقاط على الحروف وترد على مستهدفيه
تشكل الجلسة النيابية المخصصة لمسألة النزوح، اليوم، مناسبة لاتخاذ موقف نيابي جامع من ملف النازحين الذي يتصدر واجهة الاهتمام، بالنظر إلى ما أثير من انتقادات للحكومة بشأن مساعدة المليار دولار من الاتحاد الأوروبي، في وقت أشارت مصادر نيابية إلى أن هذه المساعدة ليست جديدة، مستغربة الحملة على رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي سيضع النقاط على الحروف بشكل مفصل في الكلمة التي سيلقيها في الجلسة، رداً على منتقديه.
وقد أكد عضو كتلة «الاعتدال الوطني» النائب سجيع عطية لـ«اللواء»، أن الرئيس ميقاتي يقوم بكل ما يستطيع، في ظل حكومة تعاني من شلل واضح، وتتعرض للكثير من المزايدات». وقال، «هذه الهبة ليست جديدة، باعتبار أن لبنان كان دائماً يحصل على مساعدات مالية بخصوص النازحين، لكن المفارقة أنه هذه المرة، أعلن عن هذه الهبة غير المشروطة. وفي تقديري أنه استهداف سياسي للرئيس ميقاتي، يصب في إطار المزايدات الشعبوية ليس إلا، فإما أن يزايدوا على أنفسهم، أو على الآخرين».
وشدد عطية، على أن «الرئيس لم يخطئ عندما أعلن أن هناك هبة بمليار دولار من الاتحاد الأوروبي. فهناك هبات تأتي من كل مكان، سواء للنازحين أو غيرهم. فنحن بلد يتسول من هنا وهناك، فما هي الجريمة إذا ما قدم الأوروبيون مساعدة للبنان في ملف النازحين؟ وما سر هذه الانتفاضة للكرامة الوطنية من قبل الشباب اليوم؟، مشيراً إلى الرئيس ميقاتي لن يشارك في مؤتمر بروكسيل للنازحين، لأنه فضّل المشاركة في القمة العربية المقررة في البحرين الخميس، حيث ستكون القمة مناسبة لتوثيق الروابط مع الدول العربية والخليجية من أجل مساعدة لبنان في هذه الظروف الصعبة التي يواجهها، إضافة إلى أن هذا المؤتمر هو على مستوى وزراء الخارجية».
وفي ما يتصل بمصير مبادرة «الاعتدال» الرئاسية، أكد عطية أن «عمل المبادرة تقاطع مع جهد المجموعة الخماسية. وكنا نعمل في إطار من التوأمة بيننا وبين المجموعة. وفي ضوء نتائج اجتماع السفراء الأربعاء في السفارة الأميركية، سنلتقي بهم، ومن ثم نستأنف المبادرة بزخم أقوى». ويضيف، «بسبب الأعياد وضعنا المبادرة في الثلاجة، لكنها لم تمت، بانتظار الأجواء المناسبة». وأضاف، «المطلوب وجود نوايا حسنة لتسهيل المبادرة، كما غيرها من المبادرات. وهنا نسأل، أيهما أهم، عقد جلسة لمناقشة هبة يحصل عليها لبنان منذ ما يقارب عشر سنوات، أو الاجتماع لانتخاب رئيس جديد للجمهورية؟».
وقد بحث تكتل «الاعتدال الوطني» خلال اجتماعه الدوري، أمس، في منزل النائب احمد الخير بحضوره وحضور النواب وليد البعريني، محمد سليمان، عبد العزيز الصمد، سجيع عطية، أحمد رستم، وأمين سره النائب السابق هادي حبيش، في جلسة مجلس النواب المقرر انعقادها اليوم ، لمناقشة ملف النزوح السوري، في ضوء ما أثاره موضوع «هبة المليار يورو الأوروبية» من تساؤلات وهواجس.
وأمل التكتل في بيان أن «تشكل جلسة الأربعاء(اليوم) محطة وطنية للحوار المسؤول بهدف بلورة موقف لبناني موحد يكون بوصلة للجميع في التعاطي مع ملف النزوح السوري، ويؤسس لوضع خارطة طريق، داخلية وخارجية، للعمل على تأمين عودة النازحين الى سوريا، باعتبارها مطلبا لكل اللبنانيين»، منوها «بما سبقها من اتصالات ساهمت في احتواء الضجة التي اثارتها هبة المليار يورو الأوروبية، وساعدت في خلق مناخات وطنية إيجابية نعول عليها من أجل نقاش هادئ في قضية وطنية تعني كل اللبنانيين، لعل وعسى أن ينسحب هذا النقاش على باقي الملفات، وفي مقدمها الفراغ الرئاسي، من أجل الوصول إلى حلول تؤمن انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب فرصة».
وإذ أكد التكتل أنه «يتفهم الهواجس المشروعة لجميع الأحزاب والتكتلات في ملف النزوح السوري»، شدد على «ضرورة النأي بقضية النازحين عن أي مقاربات طائفية أو مناطقية أو مذهبية، والتركيز على توحيد المقاربة الوطنية، تحت سقف المؤسسات»، مشيرا إلى أنه «سيشارك في التشاور الذي سيسبق جلسة الأربعاء، وسيقدم ورقة عمل تتضمن مقاربته الوطنية لقضية النازحين وكيفية التعاطي معها».
واعتبر أن «رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يُعان ولا يُدان في ما يتحمله من مسؤوليات وطنية، ولا سيما في ملف النزوح، وما فعله بهبة المليار يورو الأوروبية هو أفضل الممكن، وحق للبنان كمجتمع مضيف يتحمل أعباء النزوح منذ سنوات، وستكون الجلسة النيابية مناسبة لشرح تفاصيلها كما هي، ووضع الأمور في نصابها السليم، بعيدا من كل الاتهامات والحملات التي لم تكن في مكانها».