Site icon IMLebanon

“الإعتدال الوطني” في معراب غداً… إسقاط النظرة الإستراتيجية على التفاصيل الرئاسية

 

تواصل الكتل النيابية مشاوراتها من أجل دراسة الخطوات المتتالية في جلسة الإنتخاب الثانية والتي لا يأمل أحد أن تنتج رئيساً للجمهورية.

 

ينصرف كل فريق إلى تدعيم صفوفه، فقوى المعارضة لا تزال مشتتة، في حين أن المايسترو «حزب الله» لا يزال قادراً على ضبط إيقاع فريقه إلى حين بلوغ لحظة الحسم.

 

وعلى صعيد قوى المعارضة، يبرز تكتل «الإعتدال الوطني» الذي يضم 4 نواب من عكار ونائباً من طرابلس وآخر من الضنية، وهذا التكتل يُطلق البعض عليه تكتل قدامى «المستقبل» والذي يتوسع ليضم نواباً آخرين أمثال عماد الحوت ونبيل بدر وغسان سكاف، وحلفاء مثل نعمت افرام وجميل عبود.

 

وصوّت نواب «الإعتدال الوطني» في أول دورة إنتخابية باسم «لبنان»، فاعتبرت أصواتهم ملغاة، ولم يؤيدوا مرشح القوى السيادية النائب ميشال معوض ولا مرشح نواب «التغيير» سليم إده، ما طرح علامات إستفهام حول حقيقة موقفهم خصوصاً في الجلسة الثانية للإنتخاب.

 

وتتابع القوى المعارضة مشاوراتها، لذلك ستزور كتلة «الإعتدال الوطني» معراب غداً الخميس، وتعقد اجتماعاً مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.

 

وإذا كانت الزيارة إلى معراب طبيعية، فإن حضور النائب وليد البعريني قد تكون له نكهته الخاصة على هامش المباحثات الكبيرة، وذلك لأن البعريني كان من أكثر الأشخاص من كتلة «المستقبل» الذين صبوا جام غضبهم على جعجع بعد إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي، وعزوفه وعزوف تياره عن خوض الإنتخابات وحمّله جزءاً من المسؤولية، وتتابع التباعد في فترة الإنتخابات النيابية، لذلك قد تكون هذه الجلسة لغسل القلوب.

 

وبالعودة إلى الأمر الأساسي، فإن الطبق الرئيسي للمباحثات سيكون الإستحقاق الرئاسي طبعاً، وتؤكّد مصادر في التكتل أن النظرة الإستراتيجية موحدة مع «القوات» في القضايا الكبرى وعلى رأسها ملف سلاح «حزب الله» وضرورة إنقاذ الدولة ومواجهة السلطة وانتخاب رئيس يلبّي طموحات المرحلة.

 

ومن جهة أخرى، فإن زيارة معراب هي أساسية بالنسبة إلى تكتل «الإعتدال الوطني» الذي شارك نوابه السنّة في إجتماع دار الفتوى، لأنه يعتبر أن أكبر وأهم قوّتين في الإستحقاق الرئاسي هما «حزب الله» و»القوات اللبنانية»، ولذلك لا بد من التشاور مع «القوات».

 

وبرأي التكتل فإن جعجع يملك أكبر كتلة برلمانية ومسيحية وهو يمنح الميثاقية لأي مرشح للرئاسة، وهو لاعب رئاسي أساسي نتيجة قوته المسيحية وعلاقته المميزة مع الخليج عموماً والسعودية خصوصاً، لذلك فإن معراب هي ممر ضروري في المشاورات الرئاسية حسب «الإعتدال الوطني»، لأن للإستحقاق الرئاسي شقاً مسيحياً، في حين أن كلاً من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية غير مؤثرين مثل جعجع لأن قرارهما متعلّق بـ»حزب الله».

 

سيكون لقاء الغد مناسبة جديدة لتوحيد قوى المعارضة المتشعبة، وقد تكون هذه المهمة غير مستحيلة لأن التطابق في وجهات النظر بين معراب و»الإعتدال الوطني» كبير جداً ولن تفصل شياطين التفاصيل إستراتيجية الوحدة.