بدأت تظهر في وسائل الاعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي وفي عظات البطريرك الماروني بشارة الراعي والمطران الياس عودة ومواقف رؤساء احزاب القوات اللبنانية والكتائب والوطنيين الاحرار وحتى تيار المستقبل والحزب الاشتراكي والكتلة الوطنية والعديد من الشخصيات السياسية والروحية ذات الثقل الشعبي، إضافة الى انتفاضة تشرين، تطابقات في الرأي والموقف ضد عهد الرئيس ميشال عون وضد جبهة الممانعة المتحالف معها التيار الوطني الحر، دون سابق تنسيق بين هذه الاحزاب والشخصيات السيادية.
الدكتور ســمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية عاد بالــذاكرة الى الحرب في لبنان عندما قال انها كانت بالرصــاص والقذائف واليوم يشن محور الممانعة حربا بالاقتصاد والمال للسيطرة على لبنان، وهذا القول يتطابق بالمضمون مع عظة البطريرك بــشارة الراعي امس عندما يقول ان تعطيل تشكــيل الحكومة هو جزء من إسقاط لبنان الكبير، كما ان تغريدات رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، وتصريحات سامي الجميل رئيس حزب الكتائب بعد لقائه مع باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تصب في المنحى ذاته وكذلك عظة المطران الياس عودة التي حمل فيها على الطبقة السياسية التي تدير البلاد وتأخذها الى الخراب.
وإذا تابعنا ما صرحت به سفيرة اميركا في لبنان وما قاله المستشار دوريل بعد لقاءاته مع المسؤولين ومع رؤساء الاحزاب وما سوف يقوله في تقريره اليوم امام خلية الازمة برئاسة ماكرون عن نتائج زيارة لبنان، سيصاب اللبنانيون بصدمة كبيرة لأن اميركا وفرنسا في طريقهما للتخلي عن لبنان بعدما تخلى عنه نواب الممانعة والنواب المتحالفون معها، وعرقلوا تشكيل الحكومة بحجة العقوبات الاميركية، وبهذا الموقف لا يعاقبون اميركا بل يعاقبون الشعب اللبناني.