IMLebanon

الوحدة الوطنية قدر «فتح» و«حماس»

 

ما إن أقفلت صناديق الإقتراع في الانتخابات البرلمانية في العام 2006، وحتى قبل إصدار النتائج حتى عاشت الساحة الفلسطينية استقطاباً حاداً بين حركتي فتح وحماس وهما الفصيلان الفلسطينيان الأكبر… ولم يلبث هذا الاستقطاب أن تحوّل الى انقسام وطني حاد وعام: جغرافي وسياسي واجتماعي ومؤسّساتي…

 

والخلاف له أوجه عديدة: خلافات فكرية وخلافات مصالح، على الصعيد الفكري تعتمد «فتح» على الطابع الوطني للصراع مع إسرائيل، بينما تركز «حماس» على الطابع الديني، أمّا الخلاف على المصالح فيعود الى أنّ كلاً من فتح و»الإخوان المسلمين» يسعى الى السيطرة على المؤسّسات الفلسطينية، ومعلوم أنّ «الإخوان» هم خلفية ومنطلق «حماس».

وفي مطلع عام 2005 وبعد شهرين فقط من فوز أبو مازن (محمود عباس) في الانتخابات الرئاسية أعلنت «حماس» قرارها بالمشاركة في الانتخابات التشريعية التي نفذت في 25 كانون الثاني 2006 وحققت فوزاً بـ132 مقعداً مقابل 43 لـ»فتح» (أي للسلطة)… ونفّذت «حماس» انقلاباً بأن شكلت حكومة برئاسة إسماعيل هنية… ففرضت السلطة حصاراً على غزة حيث أقامت «حماس» مقراً للحكومة.

واستمر الخلاف متصاعداً طوال عام حتى كانون الثاني 2007 عندما وقّعت الحركتان (فتح وحماس) «اتفاق مكة» بتدبير ورعاية وحضور خادم الحرمين الشريفين في ذلك الحين المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكة المكرّمة.

ولكن لم يدم التوافق طويلاً لأنّ «حماس» رفضت تنفيذ بنود الاتفاق، ويبدو أنّ إيران استطاعت بإغراءاتها المالية أن تلعب دوراً في تسعير الخلاف بين الطرفين – السلطة و»حماس»-.

صحيح أنّ المملكة بذلت المساعي الكبيرة ولكن للأسف فإنّ إيران أضاعت تلك المساعي بإغراءات لـ»حماس».

في أي حال لسنا نعفي الدول العربية كلها من مسؤولية أي خلاف يحصل بين السلطة و»حماس»، لأنّ مَن يغار على مصلحة فلسطين والفلسطينيين يجب أن يكون البند الأوّل عنده أنّ فلسطين أكبر من السلطة ومن «حماس»، لذلك فالخلاف ممنوع، وإذا كنتم تريدون حقاً أن تواجهوا إسرائيل، فكيف تكون هذه المواجهة والبيت الفلسطيني منقسم على ذاته؟

كذلك فإنّ ما يجري في المخيّمات في لبنان هو أيضاً غير مقبول، ألا يكفي الفلسطينيين ما تعمله فيهم إسرائيل؟ لا تكفيهم المظالم؟ ألا يرون ماذا يجري في القدس من تهويد ومستعمرات؟

نعود فنكرر أنّ الطريق الى فلسطين يمر بالوحدة الفلسطينية، وبأن يكون لهم صوت واحد وموقف استراتيجي واحد سواء أكانوا في الداخل أم في الخارج، ولدينا كبير أمل بأنّ الفلسطينيين يستطيعون بالوحدة الوطنية الفلسطينية أن يواجهوا إسرائيل وأكبر من إسرائيل.

عوني الكعكي