IMLebanon

«الناتو» يبحث عن شراكة شرق أوسطية لمحاربة «داعش»

لبنان ليس جزءاً من التعاون «الأطلسي»

«الناتو» يبحث عن شراكة شرق أوسطية لمحاربة «داعش»

لم يجد كبار الضباط والدّيبلوماسيين العاملين في إطار حلف شمالي الأطلسي طريقة لجذب انتباه الجمهور النخبوي، الذي حضر هذا الأسبوع في بروكسيل «مؤتمر الأمن التعاوني والتهديدات المترابطة»، سوى التهجّم على روسيا حتى يتمكّنوا من تمرير أفكارهم عن الشرق الأوسط وقضاياه، ولا سيّما تهديده من قبل التنظيمات الإرهابيّة وفي طليعتها تنظيم «داعش» الإرهابي ومتفرّعاته.

وبالرّغم من أن بعض الدول العربية مثل الأردن والإمارات العربية المتّحدة والبحرين والكويت وقطر تقيم تعاوناً أمنياً وثيقاً مع «حلف الأطلسي»، إلا أنّ قضايا المنطقة الخليجية والمتوسّطية لا تزال غير مألوفة لدى كبار المسؤولين الدوليين بسبب جهلهم بها، ونظراً الى تعقيدات الوضع الشرق أوسطي من سوريا الى لبنان فالعراق ومصر وليبيا وصولاً الى اليمن.

في يوم واحد حصل تركيز على منطقتنا في المؤتمر الذي دعا إليه «المنتدى الخليجي المتوسطي» ومنظمة المعاهدة الأطلسيّة» ATA. ويبدو بأنّ الحلف، الذي نشأ العام 1949 من دول أوروبا الغربية والولايات المتّحدة الأميركيّة، بدأ يجتذب دولاً عربية وإفريقية عدّة، فمصر والجزائر وتونس وموريتانيا هي أيضاً جزء مما يسمّى «الحوار المتوسّطي»، ويمكن لهذه الدوّل الإفادة من التعاون ذاته الذي يقدّمه «حلف الأطلسي» لشركائه الأساسيين من خلال ما يقارب الألف مجال للتعاون يمكن أي بلد أن يختار منها ما يناسبه، وتشمل الأمن بتعريفاته الواسعة.

لبنان ليس جزءاً من هذه المنظومة «إذ لا آلية تعاون واضحة بسبب عدم الاستقرار فيه الذي يمنع وضع أجندة تعاون طويلة الأمد تمتدّ على عشرة أعوام مثلاً، لكنّ التعاون الأمني متاح إذا قام البلد المعني بطلب ذلك»، بحسب ما يقول لـ «السفير» رئيس «منظّمة المعاهدة الأطلسية» فابريزيو لوسيولي، مشيراً الى أنّ «حلف الأطلسي» لا يرغم أيّ بلد على التّعاون، لكنّه يقدّم «لائحة» من الخدمات التي يمكن أن تفيد منها بلدان الشرق الأوسط وسواها بغية تقوية قدراتها الأمنيّة في المجالات المختلفة».

بالنسبة الى دور «منظّمة المعاهدة الأطلسيّة» في المتوسّط والشرق الأوسط، يقول لوسيولي إنه يهدف الى «تطوير استراتيجيات أكثر فاعلية لمكافحة إرهاب تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى»، مشيراً الى أنّه «من المهمّ جدّاً القيام بمبادرات ذكية وإيجاد تفاعل ضروري مع المنظّمات الدوليّة والحكومات المحلّية والمواطنين».

بالرّغم من ذلك، ومن وجهة نظر أوروبية «من الضروري أيضاً تعزيز التعاون مع شركائنا من الدول المتوسطية والشرق الأوسط».

من هذا المنطلق، تلعب «جمعية المعاهدة الأطلسيّة» منذ زمن دوراً محورياً من خلال إدارة حوارات عدّة والقيام بمبادرات تعاون مع منظّمات تمتلك الرؤى ذاتها في المنطقة.

يضيف لوسيولي: «إنّ الهدف من جهودنا المشتركة هو وضع عملية مكافحة الإرهاب في جوهر أجندة أمنية مشتركة بين البلدان الأوروبية من جهة وبين دول الشرق الأوسط من جهة ثانية، وهذا يصبّ في مصلحة تبنّي استراتيجيات مشتركة وتدابير مضادّة للإرهاب».

ويؤكد لوسيولي أن «تنظيم داعش والمجموعات الإرهابيّة الأخرى هي التهديد الرئيسي للأمن في المنطقة برمّتها، وهو تهديد واحد ولا يتجزّأ».

الحلول الأمنية ضدّ «داعش»

من جهته يقول مستشار رئيس «جمعية المعاهدة الأطلسيّة» لشؤون السياسات المتوسّطية والشرق أوسطيّة إيميليانو ستورنيللي: «يبدو بأن المجتمع الدّولي سوف يتقدّم في اتّجاه حلول أمنيّة تعاونيّة ضدّ تنظيم داعش، خصوصاً في سوريا والعراق».

ويضيف: «بغية النّجاح بذلك فإنّ اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين ذوي الصلة مدعوّون لإنشاء وتوطيد تعاون عسكري حقيقي، مع تخطّي الاختلافات السياسيّة التي تمنعهم من خوض هذه الحرب في المعركة نفسها الناشبة على الأرض».

ويرى ستورنيللي أنّ «استقرار المشرق لن يكون كافياً بحدّ ذاته، بما أنّ تنظيم داعش ينتشر أيضاً في المغرب، مع قواعد أماميّة أساسية في ليبيا ومصر والساحل وأماكن أخرى في إفريقيا».

ويذكّر بأنّ « تنظيم داعش تبنّى الهجمات الإرهابيّة في أفغانستان وفي جنوب ـ غرب آسيا أيضاً، وبالتالي فإنّ الحلول الأمنية التعاونيّة تحتاج لأنّ تطبّق في المنطقة الأوسع، إذا كان المجتمع الدولي يرغب فعلياً بالتغلّب على تنظيم داعش وفروعه».