Site icon IMLebanon

غثيان أم فَلَتان

٢٤ ساعة ويحسم موضوع الافطار الرئاسي، في قصر بعبدا.

الافطار حاصل لا محالة.

لكن المسألة تكمن في نسبة الحضور.

ورئيس الجمهورية يريده شاملا.

والمترددون في الحضور ضائعون بين التلبية والمقاطعة.

والأنظار متّجهة الى الرابية، وتعرِّج أحيانا على عين التينة.

وبيت القصيد هو حضور الرئيس نبيه بري أو غيابه.

طبعا، ثمة غثيان يكتنف الأمر.

لكن، الغياب أو الحضور هو الذي سيقرر طبيعة الحقبة الآتية: فاما حوار وتفاهم، واما مقاطعة، وترك البلد غارقا في الفلتان الاداري والسياسي.

أما النقطة الأساس، فتكمن بسريان الحلف الغامض بين رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة.

إلاّ أن هذا الأخير، تجاوز عقدة القمة العربية في الرياض، وغياب رئيس الجمهورية عنها، بالتأكيد على سريان خطاب القسم واستمرار مفاعيل التصريحات الرئاسية حول وحدة البلاد والعباد.

إلاّ أن القانون الأكثر دقّة، هو التوافق على مشروع قانون النظام الانتخابي.

والتوافق غير الوفاق.

الأول يعني وحدة في الرأي.

والثاني يعني أيضا، الخلاف من خلال الوحدة في الآراء، والتباين في وجهات النظر.

استطاع الشيخ بيار الجميّل اسقاط الحكومة الأولى برئاسة الرئيس رشيد كرامي في عهد الرئيس فؤاد شهاب، لأن الأخير لم يكن راضيا على توزير أحد رجالات بكفيا في غياب رجل بكفيا ورئيس حزب الكتائب اللبنانية.

ويومئذ نصح العميد ريمون اده الرئيس فؤاد شهاب ب حكومة رباعية ضمّت رشيد كرامي وحسين العويني عن المسلمين، والشيخ بيار الجميّل والعميد اده عن المسيحيين.

ماذا يريد رئيس الجمهورية الآن؟

وماذا يأمل الرئيس نبيه بري، من افطار لبناني.

وماذا يسعى اليه الرئيس سعد الحريري؟

وما هو رهان القاعد سعيدا في السراي الحكومي؟

وأين هو السرّ الكامن في قلوب السادة الوزراء، والخلافات تقضم تفاهماتهم حينا وصراعاتهم أحيانا.

هل الحكومة باقية، الى ما شاء الله كما حصل مع حكومة تمام سلام، التي تألفت لمدة قصيرة وحكمت البلاد أطول مدّة ممكنة في ذلك الظرف العصيب؟

طبعا، إن رئيس الجمهورية يعتبر الحكومة الراهنة، حكومة عابرة للمواقف. بانتظار تأليف حكومته بعد فترة دقيقة.

ولكن هذا الأمر بدأ يتقلّص، وأصبح الناس يعتبرونها حكومة دائمة لا حكومة عابرة للأزمات.

هذا من دون أن يتجاهل أحد، حجم الخلافات، على القانون الانتخابي الجديد.

صحيح، ان المدة الباقية تزداد قصورا وضمورا، لكن تحديد نوعية القانون وأبعاده ونوعية التمثيل بدأت تشكّل امتحانا عسيرا بين الغثيان والفلتان.

وهذا ما يجعل البلاد أمام ٤٨ ساعة صعبة، يتوقف عليها وحدة الحكام، في مرحلة من أكثر مراحل البلاد حدّة وخطورة.