الوقاحة كلمة ألطف بكثير من مفردات بالإمكان إطلاقها على «الهراء» الذي تلفّظ به نواف الموسوي بالأمس في إحتفال في بلدة حانين الجنوبية قيل إنّه «احتفال تربوي» ـ والنّعم من هالترباية ـ هذا الاحتقار للدولة وعلاقاتها الديبلوماسيّة، وللجيش اللبناني وشهدائه وهو أخطر بكثير من الكلام الذي قاله في خرق ممثّل الدولة الرئيس سعد الحريري للدستور، وللأسف، كالعادة انشغلت الأخبار بهذه الجزئيّة وأدارت ظهرها للكلام الأخطر الذي سخر فيه من المؤسسة العسكرية ومن العم حسين يوسف والد الجندي الشهيد محمد يوسف!
بلغت «قلّة الحياء» مبلغاً غير مسبوق عند جماعة حزب الله، وبالطبع هم يتّبعون ـ كعادتهم ـ سياسة «الفاجر أكل مال التاجر»، نواف الموسوي يعطي دروساً للجيش اللبناني «في كل العالم عندما يؤسر جنود يدفع على الفور وراء الآسرين، ولا تحتاج إلى طلب (…) فإننا نسأل لماذا لم يبادر الجيش اللبناني في ذلك الوقت لإنقاذ أسراه»، من منع الجيش اللبناني من استعادة أسراه؟ وهل هناك أقبح من وجه نواف الموسوي وأكذب من لسانه؟!
هل هناك أفظع من أن يقال للعم حسين يوسف والد الجندي الشهيد ـ الذي أخفيَ عنه بأمر من حزب الله أنّ جنود الجيش المخطوفين تمّ قتلهم في شباط العام 2015 وأنّ البعض كان يملك وثائق لإعدامهم وصوراً ومع هذا طاوعه قلبه أن يترك ذويهم في البرد والقرّ والقيظ والحرّ في خيمة على الأسفلت، «اللي ما خاف عليهن هنّي وطيّبين كان همّه أن يسترجعه ميّتين» لو حدث هذا في دولة أخرى لحوكم من فعل ذلك محاكمة علنيّة ـ بكل وقاحة حتى لا نستخدم كلمة أخرى خاطب نواف الموسوي أهالي الجنود الشهداء «نقول لبعض أولياء شهداء الجيش، بأنه انتم لكم أبناء شهداء، ونحن لدينا في عملية تحرير الجرود حوالى 30 شهيدا، ونحن نعرف ما هو المناسب، لأننا نحن من أدار هذه المعارك، ونعرف كيف ننهيها»، ماذا نقول لممثلي إيران في المجلس النيابي وعملائها في لبنان، ألا لعن الله الزّمن الذي أتى بكم وعجّل الله الزمن الذي سيريحنا فيه من أمثالكم وسلاحكم وسفهائكم.
في هذا الزمن الغثّ تسكت الدولة اللبنانيّة على التطاول على دولة شقيقة كالمملكة العربيّة السعوديّة، وتنصاع لمديح دولة عدوّة كإيران تستخدم الحدود اللبنانيّة نافذة لها على البحر الأبيض المتوسط وتسببت لنا بحروب كثيرة ودمار لمقدّرات البلد وتختطف لبنان وشعبه كأنّه واحدة من الطائرات التي سبق واختطفتها وستفجّره في أي لحظة كما في السفارة الأميركية والسفارة العراقيّة!
«ليك مين عم يحكي عن الإرهاب والإجرام»، حزب الله مهرّب داعش عن الحدود اللبنانيّة، والخائف على باصاتها من غارات التحالف الدولي، وإيران التي تتوسّط لدى روسيا لإنقاذ «التكفيريّين»، «ليك من يتهمّ المملكة العربية السعوديّة ويطالب بمحاكمة آل سعود، ويرفض العلاقات اللبنانيّة معها؟ أيضاً نحن نرفض أيّ وجود لإيران دولة الاحتلال على الأرض اللبنانيّة، «إذهبوا واختبئوا في جحوركم كفى بكم عاراً طأطأة الرأس لـ»السفاح» و»الجزار» الخميني ـ مصطفى خمين الهندي كما ورد في كتابه شرح دعاء السحر ـ كما وصفه نائبه ورفيق دربه المرجع حسين منتظري، في وثيقة صوتية تعود إلى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، ودار الحديث فيها بين حسين منتظري نائب الخميني وحاكم الشرع وقضاة الإعدامات عام 1988، شن منتظري هجوماً حاداً على الخميني، الذي قال للقضاة: «سوف يذكر التاريخ أنّ الخميني كان جزاراً وسفك دماء الإيرانيين الأبرياء من دون أي ذنب ومن دون أي محاكمات عادلة، وأنّ الإعدامات التي نفذها الخميني تعد أبشع مجزرة تشهدها إيران».. على الأقلّ لم يفعل حكام آل سعود بشعب المملكة ما فعله «خمينيكم» بشعب إيران، ولم تفعل المملكة بشعوب المنطقة ما تفعله إيران في دول المنطقة، و»إلكن عين تحكوا» تبّاً لكم وتبّت أيديكم!!