Site icon IMLebanon

نواف سلام اجتمع بعائلات بيروتيّة وتواصل مع قيادات 14 آذار… فعدل عن رأيه! السنيورة شاور المملكة فتركته «لا معلّق ولا مطلّق»… و «المستقبل» حسم الموقف !

 

 

على ابواب اسبوعين من اقفال باب الترشح للانتخابات النيابية في 15 آذار، ووسط ترشيحات لا تزال حتى اللحظة خجولة، نسبة لاستحقاق يفترض ان يكون مصيريا يعول عليه كثر لاحداث ما يحلم به البعض من تغيير منشود على الساحة النيابية، عبر ادخال وجوه جديدة لا تزال حتى اللحظة غير موحدة تحت غطاء المجتمع المدني. وليس المجتمع المدني وحده من يتخبط بحثا عن لوائح موحدة وتحالفات «تجذب» شعبا سئم وعود السلطة بكامل اركانها واحزابها فحتى هؤلاء تحديدا، اي الاحزاب على اختلافها لا تزال بغالبيتها مشتتة الافكار تبحث عن «الحليف القوي» في زمن «التغيرات» التي تعصف ليس في لبنان فحسب، بل بالمنطقة باكملها ، وفي زمن فكك كل التحالفات وارسى قواعد جديدة، وأبعد كثرعن المشهد السياسي اما قسرا واما طوعا، ولعل ما حصل مع رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي خرج من دائرة الضوء معلقا عمله و «تيار المستقبل» من الحياة السياسية ابلغ دليل على ذلك.

 

ترك الحريري الساحة، فسارع الطامحون «للوراثة» للبحث عن اي مخرج على قاعدة «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم»، يُظهرهم حريصين على الطائفة السنية من دون ان يظهروا وكانهم كسروا قرار سعد الحريري ، فقال السنيورة ما قاله وجس النبض بانتظار ردة الفعل. وبالانتظار، تكشف المعلومات من مصادر موثوقة ان ما حكي، وما كانت الديار قد ذكرته سابقا، من ان جهات عدة فاتحت السفير نواف سلام بامكان ترؤس لائحة في بيروت الثانية كي لا تترك الساحة السنية الاساسية بلا شخصية بديلة عن الحريري قادرة على شد العصب، لم يكن مجرد كلام حتى ان الكلام مع سلام لم يبق اصلا في اطار الكلام ، فالمصادر الموثوقة تكشف اكثر من ذلك، فتشير الى ان سلام اتى في زيارة الى بيروت من حوالى الـ 20 يوما، حيث قام بزيارات لبعض العائلات البيروتية لجس نبضها حول امكان دعمها له في حال حسم قراره باتجاه الترشح في بيروت وترؤس لائحة هناك ، كما انه تواصل للغاية نفسها مع شخصيات قيادية تدور في فلك 14 اذار، كرئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط وغيره من الفعاليات في صف 14 اذار. وتؤكد المعلومات ان تواصلا تمّ ايضا بين سلام والسنيورة على قاعدة ان الرجلين لا يمكن ان يترشحا «بوج بعض» فاما سلام واما السنيورة، وهذا كله كان قبل مؤتمر السنيورة.

 

اما في تفاصيل وكواليس ما توصلت له زيارات ولقاءات سلام في بيروت، فتكشف المعلومات ان سلام لم يلمس حماسة لدى العائلات البيروتية لترؤسه لائحة، كما وبجردة حسابية سياسية قام بها سلام تبين له، انه لكي يضمن فوزه ببيروت مع النواب الـ 6 ، ولكي يتمكن من ان يظهر بانه الشخصية السنية القوية ويضمن حيثية بارزة له، لا يمكنه ان يتحالف مع ما يعرف بالمجمتع المدني، انما يجب عليه ان يتحالف مع اللائحة التي تضم ابرز العائلات التابعة لـ «تيار المستقبل»، والتي ستضم بطبيعة الحال الحليف «الاشتراكي». وهذا ما لا يستسيغه سلام، الذي يصور نفسه على انه خارج الاحزاب، وهو ليس متورطا مع هذه الاحزاب بالفساد الذي تتهم به من قبل غالبية من «انتفضوا « في اطار «ثورة 17 تشرين» الشهيرة، وعليه ارتأى سلام، لا بل كوّن قناعة بان ترشحه لا يفيده راهنا، فعدل عن رأيه دون ان يعطي الجواب الحاسم للمعنيين الذين قال لهم ما مفاده :» برد عليكن خبر بعد 15 يوم»!

 

وبانتظار رد نواف سلام ، والارجح ان يكون سلبيا، تحرك السنيورة لجس النبض فعقد مؤتمره الشهير دون ان يحسم قراره باتجاه الترشح من عدمه، وسط معلومات مؤكدة تفيد بان السنيورة حاول الوقوف على «خاطر المملكة» لمعرفة ما اذا كانت تشجعه للترشح ورأيها بذلك، الا ان الجواب الذي بلغه حتى اللحظة من السعوديين يفيد « منشوف ومنفكر»، اي ترك السنيورة «لا معلق ولا مطلق»، بلا جواب حاسم . فخرج ليجس النبض بانتظار مؤشرات وتشاور لم يفض حتى اللحظة للنتيجة التي يتوخاها او يحلم بها السنيورة :» النَعَم الحريرية»! وعليه ، فليس سهلا، كما يقول مصدر في «المستقبل»، على السنيورة الذي يترقب مجريات مفاوضات الايام المقبلة التي تسبق 15 آذار لحسم قراره باتجاه الترشح من عدمه، ان يتمكن من ان يحل محل الحريري في بيروت وبعدها في كل لبنان ، لاسيما ان الرجل ، ولو انه قيادي بارز، فالاهم انه ليس من قلب بيروت التي تشكل اساس العصب السني. علما ان الحريري لم يستسغ بحسب المعلومات خطوة السنيورة، وسط اجواء تؤكد بان غالبية الفعاليات والنواب في «المستقبل» اتخذت قرارا مفاده: «لن نكون مع اي شخص يدعم السنيورة»!