IMLebanon

الحركة الفرنسية تركز على الرئاسة.. لا أسماء المرشحين

 

استحوذت الحركة الديبلوماسية الفرنسية والروسية الأخيرة في اتجاه بيروت، على اهتمام واسع، نظراً الى توقيتها، وكذلك الموضوع الأساسي بالنسبة الى اللبنانيين الذي ناقشته وهو الملف الرئاسي.

وتكشف مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن الملف الرئاسي لم يناقش بتفاصيله في الزيارتين، وتحديداً الجانب الفرنسي، حيث لم يتم التطرق الى أسماء على الإطلاق، كما أن أي تفصيل آخر لم يأتِ من خلال المحادثات، على أساس أن هذا الموضوع لا يؤخذ بتفاصيله في زيارة لبنان، حيث تمت لقاءات مع المرشحين للرئاسة، ومع أطراف سياسية معنية بالملف، هذا فضلاً عن اللقاءات الرسمية مع المسؤولين في الدولة. كما أن البحث بالملف الرئاسي جاء في إطار البحث باستقرار لبنان وتحييده عن أزمات المنطقة. وفي إطار تفعيل عمل المؤسسات، ما ينعكس ايجاباً على الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية.

الملف الرئاسي مهم لدى الفرنسيين تحديداً، ولدى الروس. فرنسا تحاول في مرحلة عدم الحسم الدولي الإقليمي في ملفات كبيرة، مثل الملف النووي الإيراني، والملف السوري، ايجاد ظروف ايجابية من شأنها تفعيل التواصل دولياً مع إيران لحل ما في ملفات مفتوحة في مقدمها الملف الرئاسي.

الدول الكبرى ومعها فرنسا لا ترى مانعاً في إمكان التوصل الى حلول ما في مواقع في المنطقة في المرحلة «الضبابية» الدولية الإقليمية. وأي استجابة من إيران يمكنها أن تؤدي دوراً ايجابياً في استمرار بناء الثقة بين الغرب وإيران في مرحلة تمديد مدة التفاوض معها حتى تموز المقبل. مع الإشارة الى أن الملفين الإيراني والسوري كانا في صلب المحادثات الفرنسية والروسية في بيروت.

وكشفت المصادر أيضاً، أنه جرى عرض للآراء المتنوعة حول الملف الرئاسي، أي ما يقول بانتخاب مرشح توافقي عبر إنجاز تسوية محددة. وما يقول إن الرئاسة يتم تعزيزها من خلال تمثيل شعبي عبر الكتلة النيابية الوازنة، وعبر المشاركة الوازنة في الحكومة التي ستُشكل، فتدعم موقف الرئيس، كون الرئيس لم يعد يحظى بصلاحيات كبيرة في الدستور كما كان الوضع سابقاً.

الموفد الفرنسي جان فرانسوا جيرو حاول، وفقاً للمصادر، فهم القرارات المختلفة لكيفية مقاربة الملف الرئاسي أولاً. ثم انه عمل على حض الأفرقاء اللبنانيين على التفاهم على الموضوع الرئاسي بسرعة من دون أن يكون لديه أي اسم أو مرشح أو طرح محدد حول ذلك. ومن بيروت انتقل جيرو الى إيران، حيث ناقش هناك جملة مواضيع تُعنى بالشرق الأوسط، ومن بينها الملف الرئاسي اللبناني، كما أن جيرو كان قد التقى بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال الأسبوعين الماضيين والتواصل مستمر بين باريس والرياض حول هذا الملف. إلا أن الضغوط الفرنسية تُمارس على طهران من أجل تسهيل انتخاب رئيس في لبنان، وعدم وقوف حلفائها موقف المعطل، وضرورة تقارب وجهات النظر في شأن وجود رئيس توافقي يحظى برضى دولي شامل.

وفرنسا أيضاً تتواصل مع الفاتيكان من أجل ملف الرئاسة، كون هذه المرجعية معنية بالمسألة. إنما فرنسا لا تريد أن تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، لكنها تسعى الى دور توفيقي مساعد عبر الدول الفاعلة في المنطقة، وهو دور معنوي في النهاية. إنها مهمة البرلمانيين اللبنانيين لإيجاد الصيغة المناسبة لانتخاب الرئيس وليس هناك من رأي محدد لها، سوى الدعوى الى اكتمال بنية المؤسسات اللبنانية، وهذا لا يتحقق إلا بوجود رئيس للجمهورية. مع ما يوفر ذلك من عوامل الاستقرار والأمن.

هدف فرنسا بالتالي، وفقاً للمصادر، خلق مناخات ايجابية تؤدي الى انتخاب الرئيس وتهيئة ظروف أكثر ملاءمة لهذه الغاية، لا أكثر ولا أقل. وهي تعتبر أنه يجب ألا يكون هناك ما يمنع تفاهم اللبنانيين حول هذا الاستحقاق، في ظل الأجواء الحوارية بين الأطراف الداخليين والتي وضعت على نار حامية والتي يُفترض أن تؤتى بنتائج ايجابية تساعد في بلورة الرئاسة في وقت قريب في إشارة الى الحوار المرتقب بين «تيار المستقبل» و»حزب الله»، والمهم أيضاً وعلى خط موازٍ حصول تفاهم مسيحي مسيحي من أجل الاستحقاق.

وتشير المصادر، الى أن حصول توافق لإنضاج مسألة الرئاسة سيكون مرحباً به من جانب واشنطن، وأن التحرك الفرنسي على تنسيق مع الأميركيين، وكافة الأطراف الأوروبية، وباريس لا تتحرك إلا بدعم المجتمع الدولي ومباركته. وفرنسا تتحرك انطلاقاً من واقعية معينة، حيث لا يمكن أن يستمر وضع لبنان على حاله، منتظراً ظروفاً خارجية قد تطول، وقد لا تحصل نهايات ايجابية لها بالضرورة، ما يحتم على اللبنانيين التوافق، وهناك مصلحة لدى الأفرقاء اللبنانيين بالحوار في ما بينهم، وليس من مصلحة أي منهم انفجار الوضع أو الانزلاق الى المجهول.