IMLebanon

هل يكون الرئيس نعمة إفرام؟

 

 

في موسم حرق الأسماء الرّئاسيّة يبدو أنّ لعبة الورقة البيضاء ستعود إلى الواجهة، وأنّ خوض جلسة اليوم باسم المرشّح للرّئاسة جهاد أزعور ستلقى مصير سابقاتها من الاستهلاك لأنّ الاسم الحقيقي للرئيس في مكان آخر، أحد المقرّبين من زعيم سياسي عابر للرادارات قال في جلسة خاصة اتفق الحاضرون فيها على أنّ جلسة اليوم ليست أكثر من تكرار للسيناريوهات السّابقة قبل أن يذهب الجميع إلى اسم المرشّح الثالث جوزاف عون قائد  الجيش اللبناني والذي يبدو الأوفر حظّاً بحسب شروط حماية ظهر المقاومة التي كسرت ظهر لبنان، تجنّب المقرّب من الزّعيم الخوض في الحديث بجملٍ كثيرة اختصر الأمر بقوله حزب الله لا يطمئن لقائد الجيش ولا يريده رئيساً، وأنّه جرى تمرير إسم نعمة افرام للرّئاسة لحزب الله وأنّه لم يُبدِ اعتراضاً عليه مؤكّداً أنّ معلوماته منقولة عن الزّعيم، إلى هنا انتهى الحديث وذهب المجتمعون كلّ إلى جهته، فهل يكون هذا هو الاسم المخبّأ في كمّ المبعوث الفرنسي الآتي إلى لبنان على وجه السرعة باعتباره الفهيم في الملف اللبناني بعدما ضاق الرئيس الفرنسي ذرعاً بفشل فريقه في إنتاج سليمان فرنجيّة رئيساً برعاية تاجر النّفط الإفريقي جيلبير شاغوري فأعاد ملفّ لبنان إلى وزير خارجيّته السّابق وهو “الأفهم” في الملفّ اللبناني منذ آب في العام المشؤوم 2020!!

 

بصرف النّظر عن الأرقام التي سيحصل عليها المرشّح جهاد أزعور في الدورة الانتخابيّة الأولى وتطيير الدورة الإنتخابيّة الثانية إلى موعد يُحدّد لاحقاً، لافتٌ للنّظر اختيار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جان إيف لودريان مبعوثاً إلى لبنان وأن يُسند إليه الملف اللبناني مع علمه المسبق برأي لودريّان الصّارم واليائس من ملف لبنان وقياداته وقد هجاهم سابقاً هجاءً قاسياً ومع هذا لم يرفّ لهم معه جفن، وهو أوّل العارفين أنّه آتٍ إلى مستنقع زعماء السياسة فيه يفسّرون فيه الماء بعد الجهد بالماء!!

 

يُقال انّ المبعوث الفرنسي سيبدأ مهمته بطرح الأسماء بعد شطب إسم مرشّح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجيّة، وهذا ما سينقله الى قيادة حزب الله في “حارة حريك” على قاعدة أن سياسة باريس تغيرت من بعد ما التزمت سابقاً بدعم انتخابه، وأنّه سيطرح مبادرة جديدة على كافة الافرقاء، وسيصدر على أثرها تقريراً يرفعه الى الرئيس الفرنسي يتناول ما توصل اليه من خلاصات ونتائج، وهذا الكلام المنقول عن توقعات الوكالات الإخباريّة يعيدنا إلى التّساؤل هل يكون نعمة افرام المرشّح الرّئاسي الثالث، وبأيّ نفس لودريّان عائد إلى لبنان وهو الذي حذّر في آب العام 2020 بأنّ لبنان “يواجه خطر الزوال بسبب تقاعس النّخبة السياسيّة عن تشكيل حكومة جديدة وأنّ المجتمع الدولى لن يوقّع شيكاً على بياض، إذا لم تطبّق السلطات اللبنانية الإصلاحات لأنّ الخطر اليوم هو اختفاء لبنان”، ثم في نيسان العام 2021 وصف المبعوث الرئاسي الفرنسي العائد إلينا ليفاوض نفس الشخصيات السياسّية التي اختصرها بقوله: “القوى السياسيّة اللبنانيّة عمياء لا تتحرّك لإنقاذ البلاد على الرّغم من تعهداتها وهي تتعنّت عن عمد ولا تسعى للخروج من الأزمة”، فما الذي تغيّر أو سيتغيّر هذه المرّة؟

 

نعمة افرام مرشّح رئاسي مناسب أيضاً فالرّجل له ثقله السياسي والصناعي والاقتصادي وهو رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” وصاحب “الرؤية الاقتصادية لإحياء لبنان” وهذا يعني أنّه صاحب برنامج رئاسي، ولكن في نفسنا شيء من تصديق أنّ حزب الله لم يبدِ اعتراضاً على اسمه إذ قد يكون صمته “تقيّة” مؤقتة لا أكثر، هل من الممكن فعلاً أن ينفذ من هذا الأفق المقفول ولن يُتهم بأنّه مرشّح تحدّي ولن يحمي ظهر المقاومة، ستكون أعجوبة لجان إيف لودريّان إن استطاع حلّ الأزمة ـ المعضلة بوصول مرشّح إلى الرّئاسة سبق له أن آثار ضجّة كبرى عندما قال بجرأة شديدة بعد مقارنة عقدها بين لبنان وغزّة في إطلالة تلفزيونيّة:”لبنان ليس غزة.. الغزّاويّون اختاروا أن يعيشوا في مكان الجردون فيه أكبر من القط”!