بلغ أمس قطار الحوار بين المستقبل وحزب الله محطته الرابعة من دون نتائج ملموسة سوى أنه أرخى مناخاً هادئاً خرقه نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ما استدعى رداً من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان برفض أي سلاح غير شرعي.
وبموازاة هذا الحوار المستمر بين ألغام سرايا المقاومة التي يعتبرها حزب الله جزءاً مكملاً للمقاومة الإسلامية، ويرفض المساومة عليها، في المقابل يستمر النقاش بين ممثلي التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية النائب ابراهيم كنعان والصحافي ملحم الرياشي للاتفاق على أوراق العمل التي ستبحث في اللقاء المنتظر بين النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع.
المعلومات التي تسربت عن النقاش الدائر تعطي انطباعاً إيجابياً وفق ما يؤكده ممثلا الطرفين لكن المسافة بينهما ما زالت كبيرة وتحتاج إلى مزيد من الوقت لجمع الأفكار المطروحة في ورقة واحدة أو الإبقاء على الورقتين للنقاش بين عون وجعجع كون النقاش الدائر تجاوز محطة الاستحقاق الرئاسي ولا يزال متوقفاً عند محطة استرجاع حقوق المسيحيين.
والطرفان متفقان على تسريع خطواتهما لانجاز ورقة عمل واحدة، كما هما متفقان على عدم التسرّع، ما يعني أن اللقاء المنتظر بين عون وجعجع قد يتأخر عدة أسابيع وربما أكثر من ذلك بقليل شأنه شأن حوار المستقبل – الحزب والذي ما زال يدور حول محطة وقف التشنج المذهبي في الشارع قبل الدخول في الملفات الخلافية الشائكة كمصير سرايا المقاومة وسلاحها ومصير الاستحقاق الرئاسي المرتبط عضوياً بالتطورات الخارجية، كمثل المباحثات الأميركية – الإيرانية حول الملف النووي والتقارب المفترض بين طهران والرياض.
وإذا كان لقاء جعجع – عون ما زال بحاجة إلى مزيد من الوقت لإنضاجه فإن الجو المسيحي العام يؤيد بشدة هذا اللقاء ويتمنى أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق يعيد الاعتبار إلى الساحة المسيحية على أن لا يتفرّد الفريقان في أي اتفاق لا تُجمع عليه القيادات المسيحية الأخرى التي لا تشارك حتى الآن في الحوار الجاري بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية رغم أنهما يشكلان الثقل الأساسي على الساحة المسيحية، واتفاقهما يفتح الطريق أمام القيادات الأخرى لمباركته والإجماع عليه، بحيث يتحول إلى مبادرة مسيحية في اتجاه الشريك الآخر المسلم والذي أثبت حتى الآن رغبته الصادقة في أن يتوافق المسيحيون على إسم واحد يرشحونه لرئاسة الجمهورية حتى يُختم هذا الجرح الذي لا يزال ينزف منذ أكثر من ثمانية أشهر وتتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى القيادات المسيحية مثل الاسلامية. فالمطلوب إذاً من المكلفين بإدارة شؤون الحوار المسيحي- المسيحي تسريع خطواتهما وعدم انتظار ما ستؤول إليه التطورات الجارية في الإقليم وفي العالم لأن من يده في النار ليست كمن يده في المياه الباردة.