IMLebanon

نغاتيف الصورة الرئاسية  يحتاج الى وقت للتظهير !

ما طغى على مشهدية الحدث الأخير في معراب هو اعلان زعيم القوات سمير جعجع دعم ترشيح العماد عون للرئاسة الأولى. في العمق هو أبعد من ذلك. إنه اعلان لتحالف جديد بين قطبين مسيحيين في الساحة السياسية اللبنانية، سبقه تفاوض طويل بينهما عبر مندوب لكل منهما واستقر على توقيع اتفاق خطي يحدد معالم الطريق ووجهة السير بالنسبة للطرفين. وهو حدث يشبه في بعض وجوهه الاتفاق الذي تم توقيعه منذ سنوات بين حزب الله والتيار الوطني الحر. في الحالتين كان لكل من هذين الحدثين أصداؤه الكبيرة في الداخل والخارج. وهذا التحالف الجديد بين عون وجعجع خلط على الفور الأسود والأبيض، وكان من نتائجه هذا المشهد الرمادي في مواقف غالبية الكتل النيابية والقوى السياسية في لبنان. وكان الحدث في حد ذاته مفاجئاً ومدوياً ومثيراً الى درجة احتاجت معه الأطراف كافة الى بعض الوقت لابتلاعه وهضمه والى مزيد من التوسع والتعمق في الدرس والتحليل لاستيعاب أبعاده ومضاعفاته. ومن هنا تفاوتت الأصداء الأولية في القراءة والفهم، كل بحسب مقاييسه ورؤاه.

***

رأى البعض أن الحدث هو بمثابة اعطاء شيك بدون رصيد. وهذا التفسير غير دقيق. ذلك أن الشيك الذي وقعه جعجع للعماد عون يتضمن رصيد ما تمثله القوات سياسياً في الساحتين المسيحية واللبنانية. وأكثر من ذلك هو شيك قابل للصرف من الطرفين في تبادل المصالح السياسية بينهما معاً. أما اذا كان القصد القول إنه شيك بلا رصيد في بنك الاستحقاق الرئاسي، فذلك صحيح بمقدار صحة ان الترشيحات الأخرى أيضاً لم تنجح في ايصال أي مرشح آخر للرئاسة حتى الآن. وواقع الحال أن هذا الحدث أدى الى فتح كوريدورات جانبية بين مختلف القوى السياسية، كما حفر أنفاقاً خفية تحت الأرض على المستويين العربي والاقليمي. وقد حدث تحول جوهري في نادي المرشحين للرئاسة. وكان الخيار المطروح على الطرف الآخر الاسلامي هو اختيار مرشح من الأربعة الأقوياء. واختار الرئيس سعد الحريري المرشح فرنجيه من بينهم. أما الآن، وبعد دعم جعجع لترشيح عون فقد أصبح المشهد مختلفاً.

***

المشهد الآن يبدو وكأن فرنجيه هو مرشح المسلمين، وكأن جعجع جعل من عون مرشح المسيحيين! ولأن الصورة نغاتيف بوجهيها، فإنها تحتاج الى بعض الوقت ل التظهير. –