Site icon IMLebanon

مفاوضات «النووي الإيراني» في نيويورك تنتهي بلا نتائج

تعود المفاوضات النووية بين إيران والمجموعة السداسية الدولية الى أوروبا (فيينا أو جنيف) خلال الاسابيع القليلة المقبلة، ما يعني أنّ الآمال التي عُلّقت على الجولة المطوّلة من هذه المفاوضات التي عقدت في نيويورك بين 18 و27 ايلول الجاري لم تؤتِ ثمارَها.

على رغم التصريحات التي عادة ما يُكرّرها الجانب الإيراني في نهاية كلّ جولة من جولات المفاوضات عن «تقدّم ملموس» وبأنها كانت «مفيدة وبنّاءة»، لم تقدّم هذه المفاوضات أيّ جديد سوى تكرار المواقف ذاتها من كلا الطرفين الإيراني والأميركي، إذ يعتبر كلّ منهما أنّ الحلّ يمكن التوصل اليه بسرعة كبيرة في حال «اقتنع الطرف الآخر بتقديم بعض التنازلات».

وحتى الموقف المتقدّم الذي خرج به وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف معلِناً عن «تقدّمٍ بنسبة 95 في المئة في المفاوضات النووية مع إيران»، لا يجد له ترجمة فعلية في معادلة الاتفاق على كامل البنود، أي اتفاق المئة في المئة، وأيّ إنقاص لهذه النسبة لا يعني وجود تقدّم فعلي، وفق أوساط غربية مطّلعة على مجريات الملف الايراني، وما يُعزّز هذا الاستنتاج قول لافروف إنّ «الـ5 في المئة المتبقّية تشتمل اثنتين أو ثلاث قضايا شائكة». والجميع يعلم، تقول الأوساط الغربية، إنّ «الخلاف بين الإيرانيين والغربيين يتمحور فقط على نقاط قليلة جداً ولكنها أساسية».

ورأى وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف أنّ أمامنا وقتاً قليلاً للمفاوضات النووية إلّا أنّ تسوية القضايا المتبقية ليست أمراً بالغ الصعوبة، و»من الممكن أن يكون كلّ شيء بعيداً جداً وقريباً جداً أيضاً، لأنّ ذلك يتوقف على طريقة التعاطي معها وما هي الفترة الزمنية المُرادة لها»، مشيراً الى «وجود قدر من الاختلاف في وجهات النظر على مختلف القضايا».

وقالت أوساط إيرانية مطّلعة إنّ «العِقد لا تزال تتمحور عند الخلافات الرئيسة المتعلّقة بمنشآت التخصيب المتطوّرة كـ»فوردو» وآراك»، وبنسبة تخصيب اليورانيوم وأيضاً بالحظر الاقتصادي المفروض على إيران وطريقة رفعه». وأصرّت هذه الاوساط على أنّ «الحوار في نيويورك دار في أجواء إيجابية جداً».

وتتقاطع هذه النظرة الإيرانية الإيجابية لمسار المفاوضات مع استنتاجات توصَّل اليها عددٌ من الديبلوماسيّين الأميركيّين حضروا عشاءً مع الرئيس الإيراني حسن روحاني في 23 ايلول في نيويورك، وفي هذا الإطار اعتبرت هذه الاوساط أنّ الأجواء سادها «الايجابية والامل»، ما يشير الى أنّ العلاقات الإيرانية – الأميركية تتَّجه نحو مزيد «من التطبيع».

ونقلت هذه المصادر عن روحاني قوله إنّه «يرغب بالتوصل الى اتفاق نووي بحلول شهر تشرين الاول، بحيث يمكن اتمام التفاصيل التقنية المعقّدة للخروج بحلّ في 24 تشرين الثاني»، وهو التاريخ الذي حدّدته إيران والدول الخمس دائمة العضوية في الأمم المتحدة زائداً ألمانيا (P5 + 1) لأنفسها كموعد لنهاية المفاوضات.

تأثير الحرب على «داعش»

وحتى الآن، نجح المفاوضون في الملف النووي الإيراني بإبعاد هذا الملف عن أيّ تجاذبات خارجة عن الموضوع، وتحديداً محاربة الارهاب عبر التحالف الدولي الذي تتزعّمه الولايات المتحدة الأميركية.

وأكدت الأوساط الإيرانية لـ«الجمهورية» أنّ القادة الإيرانيين بحثوا في نيويورك مع المسؤولين الاميركيين في «تطوّرات الحرب على الارهاب»، ولكن هذا امرٌ لم يكن له أيّ علاقة بالملف النووي، «فطهران وواشنطن متفقتان على مبدأ ضرورة محاربة الإرهاب والمجموعات التكفيرية لكنّهما مختلفتان على الاسلوب».

وأوضحت الأوساط أنّ المسؤولين الإيرانيين قد شرحوا للأميركيين وجهة نظر طهران التي لا ترى أنّ «التحالف القائم قادرٌ على وضع حدٍّ للمجموعات الإرهابية»، وأنّ الأساس يجب أن يمرّ عبر حكومتَي العراق وسوريا «إذا أردنا نتائج عملية في هذا الملف».