Site icon IMLebanon

مفاوضات «النووي»: البحث عن مخرج ملائم

أُزيحت فرضية التوصّل الى اتفاق نهائي على برنامج إيران النووي نهائياً، من على طاولة مفاوضات فيينا، وحلّت مكانها فرضيات متواضعة جداً تراوح بين التوصل الى تفاهم مشابه لتفاهم جنيف المرحلي، أو الاتفاق على إطار عام يتضمَّن ما توصَّلت إليه النقاشات من نقاط تمّ التقدم بها، أو أخرى لا تزال الخلافات عميقة في شأنها.

ممثلو المجموعة السداسية الموجودون في فيينا: وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والألماني فرانك فالتر شتاينماير، والفرنسي لوران فابيوس، والبريطاني فيليب هاموند، عقدوا اجتماعاً خلال عشاء عمل لاتخاذ قرار موحَّد بالنسبة إلى المخرج الذي يسعى اليه الاطراف نهاية الجولة مساء اليوم الاثنين.

وقال فابيوس لدى وصوله فيينا: «جئنا الى هنا من اجل البحث عن افضل النتائج، لكن لا يزال هناك فجوات كثيرة». ويُشار الى أنّ وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي موجود في فيينا منذ ايام عدة، ويشارك في شكل مكثف في الاتصالات بين الطرفين الاميركي والايراني من أجل تقريب وجهات النظر.

وفي هذا الوقت، رجّحت مصادر ايرانية التوصل الى ما أسمته «اتفاقاً سياسياً عاماً على ما توصلت اليه المفاوضات، من دون أن يكون هناك ورقة مكتوبة وموقعة».

وتسارعت الاحداث خلال الساعات الثماني والاربعين الماضية، وشهدت فيينا رفعاً للتمثيل الديبلوماسي وجولات وزيارات لوزراء خارجية المجموعة السداسية، وحضر الى العاصمة النمساوية أيضاً وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، وعقد لقاء مقتضباً مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري لوضعه في أجواء المفاوضات.

كثافة اللقاءات في فيينا ورفع مستواها الى رتبة وزراء الخارجية لم تنعكس تصريحات وتسريبات، وظلّ الغموض مرافقاً الجلسات. واستبعد مصدر ديبلوماسي أوروبي متابع للمباحثات الاعلان عن اتفاق مجتزَأ، متوقعاً أن «تذهب المفاوضات الى تمديد جديد، لأنّ الطرح الذي سمعتُه من مسؤولين في الاتحاد الاوروبي يشير الى أنه لن تتم الموافقة على اتفاق جزئي، فإما اتفاق نهائي يشمل كلّ البنود أو لا اتفاق، وإما قبول اتفاق إطار تُسوّى بعده النقاط العالقة، فهي مسألة قد تحفظ ماء الوجه لكنّها مرفوضة من الاوروبيين».

هذا الموقف تقاطع مع ما سُرِّب من مصدر اوروبي بعيد وصول فابيوس الى فيينا عن «وجود نوع من عدم التوافق في الأولويات بين المجموعة السداسية»، ونفى المصدر للصحافيين امس حصول «تقدّم في الملفات المطروحة على التفاوض»، موضحاً أنّ «ايران تريد رفع الحظر بشكل كامل وفوري، ولا تريد تقديم أيّ تنازل في برنامجها النووي».

وينتظر أن تتكثّف اللقاءات خلال الساعات المقبلة الفاصلة عن الموعد النهائي للمفاوضات، ومن المتوقع، وفق مصدر ايراني أن تتواصل هذه المفاوضات التي سينضمّ اليها بعد الظهر وزير الخارجية الصيني، حتى ساعة متأخرة الليلة.

قد تختلف التسميات لما يمكن أن تخرج به الجولة الاخيرة من المفاوضات بحسب مضمونها، فالايرانيون يفضلون اتفاقاً عاماً يتضمّن الخطوط العريضة لاتفاق شامل، على أن يُحدّد جدول زمني من شهر الى شهرين لاستكمال النقاش في المسائل العالقة، وتحديداً تخصيب اليورانيوم ومستقبل منشأة أراك التي تعمل على الماء الثقيل، وسبل رفع الحظر عن ايران خصوصاً العقوبات المفروضة من مجلس الامن الدولي.

وهذا البند الأخير يشكل الازمة الرئيسة بين ايران ومجموعة (5+1) خصوصاً في ما يتعلق بالعقوبات الدولية المشمولة بقرار مجلس الامن الرقم 1929. أما الغرب فلا يتوقع سوى الخروج بإعلان متطوّر عن اتفاق جنيف، يُمهّد لتمديد جديد للعملية التفاوضية لكن لا يُعتبر اتفاقاً بالمعنى العملي للكلمة.