IMLebanon

لا سنّي ولا شيعي أنا عراقي

لا شك في أهمية الزيارة التي قام بها الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر الى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة رسمية من الرياض، وكان في استقباله وزير الدولة للشؤون الخارجية السفير السعودي السابق في بغداد ثامر السبهان الذي كان قد استطاع أن يكشف عملية تدبر لاغتياله ما دفع بالسلطات العراقية لأن تطلب نقله عقاباً على اكتشافه المؤامرة، طبعاً لا شك في أنها كانت أوامر اللواء قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني.

وللعلم فإنّ عدة مسؤولين عراقيين بينهم رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الداخلية قاسم الأعرجي قد قاموا بزيارة المملكة، وأنّ وزير الداخلية قد عقد اتفاقاً مع مسؤولين في المملكة على فتح المعابر بين البلدين.

نعود الى زيارة مقتدى الصدر الى المملكة واجتماعه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يمكن أن نقول إنها زيارة تاريخية وأنّ الشعب العراقي عاد الى أصالته، والذي يعرف الشعب العراقي جيداً يعلم أنّ 8 سنوات من الحرب بين العراق وإيران لم يرتفع صوت في العراق من أي طائفة يؤيّد إيران أو يعلن أنه لا يريد أن يحارب الايرانيين والمشروع الايراني.

الرئيس صدّام حسين بمن حارب الفرس الايرانيين؟ بكل بساطة بالشعب العراقي الذي لم يكن يعرف يوماً أنّ هناك سنياً أو شيعياً، والجدير ذكره أنّ نسبة الشيعة في عديد الجيش العراقي كانت أكثر من نسبة السُنّة وبالرغم من ذلك لم تسجّل ملاحظة واحدة طائفية لأنّ المواطن العراقي كان يعنيه الوطن العراقي أكثر بكثير من موضوع الطائفية.

نعود الى أنّ هذه الهجمة على زيارة الزعيم الشيعي الذي يرفض أن يقول إنّه شيعي بل لقبه الحقيقي الزعيم العراقي لأنه ليس عند هذا الزعيم أي انتماء طائفي بل ان انتماءه هو الى الوطن، أي الى العراق.

من هنا جاءت هذه الهجمة على زيارته الى المملكة العربية السعودية لأنّ الايرانيين يعتبرون أنّ كل المليارات من الدولارات التي دفعت في العراق وكل المليارات التي نهبت من العراق عن طريق رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي الذي كان مجنداً أو عسكرياً عند اللواء قاسم سليماني ينفذ الأوامر التي يمليها عليه معلمه… هذه المليارات كلها والمشاريع كلها والتخطيطات والمؤامرات كلها ذهبت ادراج الرياح.

اليوم يقول الشعب العراقي بانتفاضة ضد النظام الايراني ولا يمكن وتحت أي ظرف من الظروف إلاّ أن يعود العراق الى أهله الحقيقيين الذين ليس عندهم أي ولاء إلاّ الولاء للوطن العراقي العربي، وهذا الولاء عند جميع الطوائف العراقية سواء أكانت سنية أم شيعية فإنّ ولاءها الأول والأخير الى الوطن العراقي.

صحيح أنّ حلم إيران أن تنتقم وأن تحتل العراق،

وصحيح أيضاً أنّ أميركا سلمت العراق الى إيران،

وصحيح أيضاً وأيضاً انّ أوّل عمل قامت به أميركا عندما غزت العراق هو حل الجيش العراقي لتعم الفوضى ولكي يصبح الأمن في العراق فالتاً،

وصحيح كذلك انّ إيران استطاعت لفترة طويلة أن تسيطر على العراق، ولكن الأصح أنّ إيران لا تستطيع أن تحكم العراق، وأكبر دليل على ذلك أنه من عام 2003 يوم غزت أميركا العراق وإلى يومنا هذا لا يوجد يوم واحد يمر إلاّ وهناك سيارة مفخخة أو اثنتان أو أنّ هناك عشرة أو عشرين قتيلاً.

إنطلاقاً من ذلك الانتفاضة بدأت والعراق سيعود الى كل الشعب العراقي.

عوني الكعكي