أدرج إعدام الشيخ نمر باقر النمر في لائحة الموانع التي ما زالت تحول دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية في 2016، نظرا الى ردة الفعل الإيرانية التصعيدية ديبلوماسيا” بتسليم كتاب احتجاج شديد اللهجة الى القائم بالاعمال السعودي في طهران مع حرق مقر القنصلية العامة في العاصمة الإيرانية. كما سلم سفير ايران لدى المملكة كتابا شديد اللهجة على إعدام نمر، الشيعي السعودي الذي كان يدافع عن حقوق الأقلية الشيعية في السعودية.
وأفاد “النهار” سفير تنتمي دولته الى “المجموعة الدولية” لدعم لبنان أن إعدام النمر أتى لينسف المساعي المبذولة لإعادة العلاقات الى طبيعتها بين السعودية وإيران، وهناك انعكاس سلبي من جراء ذلك على الاستحقاق الرئاسي، وكان أكثر من رئيس كتلة برلمانية مؤثرة يراهن على التفاهم بين الدولتين.
وأشار الى أن موانع أخرى تبعد أي موعد قريب لانتخاب رئيس للجمهورية، وتلخص بمجموعة لاءات منها اولا: لا تفاهم لبنانيا بين النواب، لا كتل ولا أفراد.
ثانيا: لا تفاهم سعوديا-إيرانيا، بل تصعيد ديبلوماسي وميداني بلغ الذروة بين الدولتين المتنازعتين.
ثالثا: لا تفاهم دوليا – إقليميا.
رابعا: لا تفاهم دوليا على اسم مرشح.
واستغرب اقتناع عدد من رؤساء الكتل البرلمانية بأن الفكرة التي كان أطلقها الرئيس سعد الحريري بتأييد نائب زغرتا رئيسا للجمهورية لا تزال “حية “على الرغم من الانشطار السياسي سواء في صفوف 8 أو 14 آذار بعد طرح الفكرة .
واستدرك ليقول إذا كان المقصود أن فرنجيه لا يزال مرشحا حتى الآن ما دام لم يحل محله مرشح آخر، فهذا صحيح. أما اذا كان المقصود أن الفكرة ما زالت تصلح وتحتاج الى مزيد من الاتصالات لترجمتها عمليا، فهذه مسألة قابلة للنقاش، لأن قوى أساسية مسيحية مثل ميشال عون وسمير جعجع وحزب الكتائب، ومسلمة مثل “حزب الله” تعارضها، وهذا يعني أن حركة الاتصالات التي كان أطلقها الحريري بعد لقاء خصمه في باريس والتأكيد له أنه مستعد لتأييده للرئاسة لم تلاق إيجابية، بل على العكس فرزت قوى جديدة معارضة لها، بما يؤكد أنها غير قابلة للحياة، وأن المطلوب مرشح آخر.
ويعود السبب الى أن رئيس الجمهورية في لبنان يجب أن يكون توافقيا، وان الحريري الذي اختار خصمه فشل، لأنه تفرد في طرحه ولم يأتِ نتيجة تشاور مسبق مع قوى 14 آذار ولا مع الثامن منه.
وأوضح أنه إذا كان صحيحا أن كلمة الفصل لانتخاب رئيس للبلاد هي للخارج، فإن التوافق الإقليمي غير قائم بعد إعدام النمر.
واختصر المواقف من الاستحقاق الرئاسي بأنها لا تسمح حتى بالتكهن بأي موعد لانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، إذ إن الرهان على تفاهم إقليمي حاليا أصيب بنكسة قد تطول بعد ما كان يطبخ على نار هادئة وبعيدة عن الاضواء في مسقط، في سلطنة عمان. وقال: “من الثابت أن الفاعليات الناخبة ازدادت خلافاتها بعد طرح الحريري دعم فرنجيه، فخلطت المواقف الى حد كبير وأدت حتى الى تعطيل أي تفاهم”.
ورأى أنه يمكن التعويل على امكان امرار انتخاب الرئيس قبل حلول موعد التنفيذ العملي للاتفاق النووي بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وإيران من جهة ثانية، أي بعد11 يوما من الآن.
وذكر أن الصاعق التفجيري الآخر على مستوى الإقليم، المعرقل لانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، هو انهيار وقف النار في اليمن. وينعكس العاملان سلبا على إمكان التفاهم بين الرياض وطهران.
وختم بأنه يمكن الاستغناء عن العامل الإقليمي لو كان هناك من دولة عالمية او عربية قادرة على الضغط لانتخاب رئيس للبلاد الذي لا يمكن أن يحظى بتأييد جميع الأفرقاء المتنافسين.