كلهم على طريقة نيرون يحرقون بلادهم للبقاء في السلطة؟
تابعنا شريط معمر القذافي من تهديده بذبح الليبيين “زنقة زنقة” الى قتله داخل عبّارة للمياه بينما كان هارباً، وها نحن نتابع شريط علي عبد الله صالح الذي يتنقل هارباً بين كهوف سنحان بعدما إنقلب السحر على الساحر!
لطالما قيل إن الرئيس اليمني السابق يرقص على رؤوس الأفاعي التي بات هارباً منها الآن، ولكن بعدما دمّر اليمن حاكماً وخصوصاً بعد اندلاع الثورة ضده عام ٢٠١١، ثم ساعياً لاستعادة الحكم الذي تسلمه عبد ربه منصور هادي، بتحالفه مع الحوثيين اعداء الأمس، الذين خاض ضدهم ست حروب للإنقلاب على الحل الخليجي الذي رعته الامم المتحدة.
الحوثيون وجدوا فيه مطيّة لإقتناص السلطة بتشجيع ودعم حماسيّين من ايران التي تريد الوصول الى باب المندب، وهو وجد فيهم ما حسبه مطيّة للعودة الى السلطة عبر ترئيس ابنه أحمد، وفي النهاية وجدت طهران في الطرفين مطيّة للمضي قدماً في انفلاشها الإقليمي.
من منا لا يتذكر صورة علي صالح وهو يبتسم بمكر وعلى شيء من السخرية وهو يوقّع اتفاق نقل السلطة في ٢٢ تشرين الثاني ٢٠١١، بما كان يوحي انه سيلحس توقيعه في الفرصة الأولى. ومن منا لا يعرف ان علي صالح الذي عصر اليمن كحبة حامض وجمع ثروة يقال إنها تصل الى ٥٠ مليار دولار، لم يكن ليترك جنة الحكم من دون اشعال نيران جهنم في أشلاء اليمن التعيس؟
غريب أمرهم كلهم نيرون؟ لقد ابتز علي صالح الغرب مدة طويلة وحصل على الاسلحة والأموال لمحاربة تنظيم “القاعدة”، لكنه مع اندلاع الثورة ضده عام ٢٠١١ ودعوة الغرب الى إنتقال سلمي للسلطة في اليمن تعمّد تسليم محافظة أبيّن الجنوبية الى “القاعدة” لأثارة مخاوف الغرب والإيحاء بأن تركه السلطة سيكون مؤذياً!
بعد تركه السلطة نجح في نسج تحالف الأعداء الألداء مع الحوثيين على خلفية رهانه على إستغلالهم للعودة الى الحكم، ورهانهم على إستغلاله مع قوات الجيش التي تدعمه للانقضاض على شرعية هادي الذي تريد مطاردته الى عدن.
ومع بدء عملية “عاصفة الحزم” التي اشعلت النار في رهانات هذا التحالف، حاول علي صالح القفز من السفينة المشتعلة، أرسل ابنه أحمد الى الرياض عارضاً صفقة تتضمن إنقلابه على الحوثيين ومحاربته إياهم عبر القوات الخاصة ووحدات الحرس الجمهوري التي تؤيده، في مقابل الحصول على ضمانات تقضي برفع العقوبات التي فرضها عليه مجلس الأمن كتجميد الأموال ومنع السفر.
السعودية رفضت والحوثيون الذين أغاظهم طعنه في ظهرهم يحمّلونه الآن مسؤولية جرّهم الى مهاجمة عدن، وهو يسعى الى الفرار بطائرة مع معاونيه وجيبوتي ترفض استقباله وآخر الرقص في المغاور!