IMLebanon

المقاومة تخوض حرب المسيّرات باستثنائيّة أذهلت كل الخبراء العسكريين …والمفاوضات لوقف النار دون قيمة 

 

 

الولايات المتحدة الاميركية تقود الحرب “الاسرائيلية” على غزة ولبنان بشكل مباشر عسكريا، من خلال الجسر الجوي اليومي الذي يؤمن كل ما يحتاج اليه جيش العدو الاسرائيلي من صواريخ فتاكة تحصد آلاف القتلى في غزة، وديبلوماسيا من خلال الضغوط وتبني وجهة النظر “الاسرائيلية” في مجلس الامن والمحافل الدولية، مصحوبة بالمناورات والبيان الثلاثي الاميركي – المصري – القطري عن استئناف المفاوضات، وتعميم تطمينات عن امكانية التوصل الى وقف لاطلاق النار، والتسريب عن ضغوط اميركية على “اسرائيل” لازاحة نتنياهو. وكل هه الامور حيل وخدع تلجأ لها واشنطن لتجنب رد المقاومة على اغتيال الشهيدين هنية وشكر، ويكشف القيادي في حركة حماس خليل الحية ان نتنياهو حصل على الضوء الاخضر من اميركا لارتكاب مجازره واغتيالاته .

 

وحسب مصادر فلسطينية في بيروت، ان نتنياهو لا يريد غير استسلام حماس وتصفية قياداتها وإخراج مقاتليها من غزة إلى الجزائر، ونشر قوات عربية – دولية لم توافق الا الامارات على المشاركة فيها، بعد أن رفضت السعودية وقطر ومصر، على ان يكون الأمن بيد “الشاباك”، يلي ذلك إعادة الإعمار وتقديم المساعدات .

 

وحسب المصادر نفسها “فان نتنياهو مصرّ على الحرب المفتوحة “ياقاتل يا مقتول”، ولن يتراجع والا مصيره الموت او السجن، ولن يوافق على وقف اطلاق النار، وكل يوم يقدم شروطا جديدة ويناور لكسب الوقت، اعتقادا منه أنه قادر على هزيمة حماس وقتل يحيى السنوار. ويعمل حاليا على إلغاء أو تأجيل زيارة وزير الخارجية الأميركي بلينكن المرتقبة الى المنطقة، لتسويق البيان الثلاثي الاميركي – القطري – المصري، ويستفيد من ترهل الموقف العربي والإسلامي الذي ظهر في مؤتمر دول التعاون الإسلامي في السعودية والاكتفاء ببيان انشائي. فنتنياهو يخوض معركة ترامب الانتخابية بدماء اهالي غزة ولن يتراجع، والا انتحر سياسيا بيديه ومعه ترامب، وهذا لن يقدم عليه. وبالتالي فإن الحرب ستبقى مفتوحة على كل الاحتمالات قبل الانتخابات الاميركية .

 

وتسأل المصادر الفلسطينية في بيروت، لو أن نتنياهو يريد وقف النار فعلا، لاعلن موافقته على ما تم التوصل إليه في ٢ تموز الماضي ووافقت عليه حماس، استنادا الى رؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، بدلا من الذهاب الى مزيد من جولات المفاوضات الخميس، وتقديم مقترحات جديدة توفر الغطاء لاستمرار المجازر، وتمنحه مزيدا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية .

 

بدورها وفي المقلب الآخر، فان المقاومة استعدت لكل الاحتمالات كونها تعرف نتنياهو وكل فريقه، وتعرف كل التفاصيل عن الدولة العميقة في واشنطن التي تقود الحرب. فالمقاومة تخوض المعارك بكفاءة عالية أذهلت الملحقين العسكريين في جميع السفارات حتى المعارضين للمقاومة، ورغم حجم الاغتيالات للكوادر العسكرية، فان نوعية العمليات البرية والجوية لن تتأثر مطلقا، بل زادت كما ونوعا، وهذا ما يكشف عن كفاءة استثنائية في إدارة المعركة، وحضورا في الميدان واستعدادات لكل الاحتمالات .

 

وحسب مصادر سياسية متابعة، على الجميع في لبنان ان يدركوا ان المقاومة تخوض حربا ضد “اسرائيل” واميركا وبريطانيا ودول أوروبية وعربية، يملكون كل الأسلحة والتكنولوجيا وطاىرات “الاواكس”، والمراقبة الجوية والبحرية والبرية الدائمة، بالاضافة الى الشبكات والعملاء من كل الدول المجندين لخدمة “اسرائيل”. وهذا شرف للمقاومة، لأنها تواجه كل هذه القوى من خلال صمود اسطوري هو الانتصار بعينه، كما تواجه كل الأساطيل والتجهيزات والخبرات والتقنيات واطنان المتفجرات في غزة والجنوب بمعنويات قل نظيرها، وترد الصاع صاعين. فقد استطاعت المقاومة شل كل “اسرائيل” التي باتت من دون ارجل، والتي تتلقى الضربات اليومية، وتنتظر بشكل قاتل رد المقاومة على اغتيال شكر الذي سيأتي حتما كما تقرره قيادة حزب الله، فسياسة الغموض البناءة للمقاومة أثبتت نجاحها، وعممت القلق عند كل الداعمين للعدو ونقلت المبادرة إلى يديه.

 

وحسب المصادر المتابعة، انه رغم كل الحرب الكونية، ما زالت المقاومة حاضرة في الميدان كاليوم الاول وعلى امتداد ١٠ اشهر، تقاتل برا وجوا، وكل القصف والمحاولات لخلق منطقة عازلة في الجنوب بمسافة ٧ كيلومترات واكثر فشلت كليا، وما زالت عمليات المقاومة يومية بأشكال مختلفة، والمقاومون في انفاقهم بجانب الشريط الشائك على الحدود، وصولا إلى باطن الأرض وتحت المستعمرات ينتظرون القرار بالدخول، ويعيش “الإسرائيليون” رعبا حقيقيا من هذا الاحتمال رغم كل مما يقومون به .

 

وحسب المصادر أيضا، ان على البعض في لبنان وخارجه ان يدركوا أن زمن العربدة “الاسرائيلية” من دون رد انتهى، وان قصف بيروت دون رد ولى الى غير رجعة، وعهد الردع “الاسرائيلي” بات من الماضي، و”اسرائيل” ستدفع ثمن اغتيالها للشهيد شكر عاجلا ام اجلا، لكن التوقيت بيد المقاومة، ولا احد يعلم متى تدق الساعة. و “الاسرائيلي” وحده يعرف بأن الرد على النار بالنار واقع حتما، وما عليه إلا الانتظار؟

 

واكدت المصادر ان المقاومة في غزة ولبنان نالت احترام كل شعوب العالم، وفتحت الطريق لعهد جديد في مقاومة الاحتلالات، وولادة حركات سياسية في كل بقاع الأرض ضد اميركا و”اسرائيل”، شبيهة بمرحلة الستينات والسبعينات، خصوصا ان تجربة المقاومة في لبنان وغزة ستشكل مدرسة لكل الأحرار للاستفادة من هذه التجربة، كما استفادت حركات التحرر يوما من تجارب غيفارا والفيتناميين.

 

وشددت المصادر على ان المقاومة مدرسة اليوم في كل المجالات، حمت لبنان وصمودها اكبر انتصار ولاي مكن أن تهزم، فهي تعرف العدو جيدا، وتعرف كيف يخطط وكيف تواجهه؟ تملك رصيدا واسعا عند كل اللبنانيين والعرب، هذه المقاومة لن تهزم مطلقا.