مباشرة… ومن دون أي مقدّمات، فإنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يريد الحرب… وذلك لأسباب عدة أهمها:
أولاً: إنه مطلوب للمحاكمة في إسرائيل بملفات مالية وسرقة المال العام، ومعه أيضاً عائلته… وبتهم اختلاسات.
ثانياً: هو مطلوب أيضاً لمحكمة العدل الدولية بدعوى جنوب أفريقيا.
ثالثاً: هو مطلوب أيضاً وأيضاً للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها، ولا يزال، في غزة.
رابعاً: بعد عملية أبطال «طوفان الأقصى»، وضع نتنياهو هدفين: الأوّل تحرير الرهائن، والثاني القضاء على «حماس»… وقد فشل في تحقيق أي من هذين الهدفين.
خامساً: التوقيت المميت بالنسبة لغياب القرار في الإدارة الأميركية بسبب الانتخابات الرئاسية التي ستجرى بتاريخ 5 ت2، مما يجعل الرئيس الحالي، المنتهية ولايته، أسير اتخاذ قرارات مصيرية بعدما سحب ترشيحه لمنصب رئاسة الجمهورية… وترك الأمر بين كامالا هاريس ودونالد ترامب.
سادساً: نتنياهو يريد إعادة سكان شمال فلسطين الذين هُجّروا بسبب قصف حزب الله وهرباً من صواريخه التي تلاحقهم.
سابعاً: يرى نتنياهو أن عليه توريط الولايات المتحدة في حرب مع إيران. وبالفعل فقد حاول ذلك، من اغتيال اسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، في أحد بيوت الحرس الثوري في طهران. وهذا يعتبر تحدّياً لإيران من إسرائيل، ومن حيث المنطق فإنّ على إيران أن ترد…
لكن ما حصل هو أن خامنئي قال: سنتبع ما أسميه بـ «التراجع التكتيكي»، وهو يقصد أنه لا ينوي الرد على إسرائيل حالياً على أقل تقدير.
كما أن وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي، أعلن أمام رجال الصحافة ووسائل الإعلام، أنه يدعو الولايات المتحدة الى البدء بمفاوضات جدّية بشأن الملف النووي.
بالعودة الى مواقف الحزب، فإنها صريحة وواضحة ففي اليوم الثاني لعملية «طوفان الأقصى»، أي في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر)، دخل الحزب المعركة تحت شعار مساندة أبطال غزة وأهلها.
صحيح أنه، ومنذ دخول الحزب، تعرض للكثير من الانتقادات… ولكن الحزب لم يرد على أحد.. لأنه يعتبر أن موضوع مساندة أهل غزة أهم من أي انتقاد، خصوصاً أن شعار الحزب هو تحرير الفلسطينيين، والمساعدة على إقامة دولة فلسطينية في فلسطين… فكيف إذا جاءت المناسبة كي يثبت جدّية شعاره… لم يتلكأ الحزب ودخل الحرب ودفع الغالي والنفيس، وضحّى بكل شيء في سبيل مساعدة الفلسطينيين؟ وبالفعل، أصبح إبعاد الحزب عن الجبهة مطلباً من المطالب الأساسية لإسرائيل كي توقف الحرب.
وبدأت إسرائيل تطالب بتنفيذ القرار 1701…على كل حال، اليوم اختلفت الأمور، فنتنياهو يستغل انشغال الادارة الأميركية في الانتخابات… فشن حرباً على لبنان مستغلاً الظروف، ليمارس هوايته وهي التلذّذ بالقتل وسفك الدماء وارتكاب المجازر.
إنّ كل يوم يمضي، يختلق نتنياهو أعذاراً لارتكاب جريمة جديدة ولن يتوقف، لأنه يعتبر هذا الوقت فرصة ذهبية لتغيير الواقع العسكري على الأرض.
انطلاقاً من هنا، لا بدّ للحزب من مراجعة حساباته والاتفاق مع الزعماء اللبنانيين الشرفاء والوطنيين… وهنا أعني الجميع…. ولكن أخصّ بالذكر الرئيس نبيه بري والزعيم وليد جنبلاط… مع القيادات الوطنية والزعماء، كي يتوصلوا الى الحلول المناسبة لصياغة حل يكون مقبولاً دولياً مع المحافظة على ما قدّمته المقاومة من تضحيات.