IMLebanon

نتنياهو لا يريد السلام خوفاً من السجن!!  

 

 

كان لافتاً للنظر ان نتنياهو في طريقه الى أميركا لإلقاء كلمته أمام الكونغرس هناك لن يتوقف في أي بلد أوروبي، وذلك خوفاً من توقيفه في إحدى المطارات الاوروبية بناء على مذكرة التوقيف التي صدرت عن المحكمة الجنائية الدولية ومقرها في لاهاي بهولندا، وتاريخ صدور مذكرة التوقيف كان في 20 أيار 2024 عن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية البريطاني كريم خان الذي قدّم طلبات لاستصدار أوامر اعتقال نتنياهو بتهم جرائم حرب، لذلك فإنّ نتنياهو ذاهب الى أميركا مباشرة.

 

أما عن رحلته الى أميركا فهناك سببان لها، الأول: دعم مرشحه للانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في تشرين في أميركا أي انتخاب رئيس جمهورية لأميركا (ومرشحه الحقيقي هو ترامب).

 

ثانياً: محاولة ابتزاز الرئيس جو بايدن للحصول على سلاح بكميات كبيرة خصوصاً بالنسبة للقنابل الضخمة التي تصل قوتها الى 2000 رطل، ويعتبر نتنياهو انها قد تساعده في حربه ضد الفلسطينيين.

 

هذا، ويثير رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جدلاً متزايداً من خلال إصراره على استمرار الحرب في غزة، رغم تزايد الضغوط على المستويين الداخلي والخارجي التي تطالب بإنهاء الحرب.

 

وتُعَدّ الضغوط التي يواجهها نتنياهو وحكومته على مستوى الداخل الأقوى والأكثر تأثيراً في ظلّ تنامي المعارضة من الجبهة التي تمثّل عائلات الرهائن الاسرائيليين المحتجزين لدى “حماس” والمقاومة الفلسطينية في غزة، والذين فشل نتنياهو في إعادتهم لأسرهم، رغم وعوده المتكررة، وإلى جانب ضغوط تلك العائلات، يخرج على نتنياهو معارضون بينهم قادة جيش سابقون، يتحدثون صراحة عن ان الحرب في غزة لم تحقق أيّاً من أهدافها، في ظلّ الخسائر الكبيرة التي تكبّدها -ولا يزال- الجيش الاسرائيلي.

 

ووفقاً لمراقبين عدّة فإنّ السؤال الذي يثير كل تلك الخلافات، على المستوى السياسي والداخلي في إسرائيل، هو ذلك المتعلّق بما هي الخطوة التالية لانتهاء الحرب في غزة؟

 

ويعتبر هؤلاء المراقبون أنّ محاولة الإجابة على هذا السؤال في ظلّ عدم وجود خطة واضحة لدى رئيس الوزراء الاسرائيلي هي التي أدّت الى إحداث تصدّعات داخل حكومته.

 

وتشير التقارير، انه وفي غمرة التوتر الذي ساد الأوضاع يتهم إيتمار بن غفير وهو الزعيم اليميني المتطرّف لحزب “العظمة اليهودية” هاليفي بأنه ينهي الحرب حالياً بالفعل. قائلاً: “إننا لا بد أن نبقى في غزة”، وهو ما دفع رئيس الوزراء نتنياهو للتدخل على تهدئة التوتر بين الاثنين.

 

هذا من جهة… لكن الحقيقة هي في مكان آخر… فإنّ قطاعاً كبيراً من المراقبين الاسرائيليين، يجمعون على ان المبرّر الوحيد لاستمرار الحرب في غزة هو المصلحة الشخصية التي تحققها تلك الحرب لرئيس الوزراء الاسرائيلي… ويعتبر هؤلاء ان نتنياهو ليست لديه خطة واضحة بشأن ما الذي سيقوم به في اليوم التالي لانتهاء الحرب.

 

ويرى هؤلاء ان نتنياهو يعمل أساساً على تأمين مستقبله السياسي للبقاء في السلطة، والهروب من الملاحقات القضائية التي يتعرّض لها. وهو يرى في استمرار الحرب وسيلة لتحقيق أهدافه من زاوية شخصية بحتة بعيداً عن اهتمامات الناس ومصلحة إسرائيل، ومن التهم التي تلاحق نتنياهو ويحاول التمسّك بالحكم وإكمال الحرب للهروب:

 

تلاحق نتنياهو تهم بتلقي الرشاوى والاحتيال وخيانة الأمانة والسرقة وإنفاق الأموال العامة على شراء الطعام، كما تواجه زوجته اتهامات بسرقة مائة ألف دولار من الأموال العامة.

 

كما اتهم بأنه ملوّث وغير نزيه. وكان المدعي العام الاسرائيلي أفيخاي ماندلبليت قد وجه اتهامات بالفساد لنتنياهو.

 

ويوم 20 أيار 2024 أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان انه قدّم طلبات لاستصدار أوامر اعتقال نتنياهو بتهم جرائم حرب.

 

والآن: ما هي خيارات نتنياهو في مواجهة هذه الضغوط؟ وما هي أسباب إصراره على مواصلة القتال في غزة؟ وهل يخشى نتنياهو على مستقبله السياسي في حال لم يحقق أيّاً من أهدافه؟

 

كل هذه التساؤلات تبدو مجتمعة احتمالات شبه مؤكدة سببت رفضه وقف إطلاق النار في غزة… ومحاولته نسف أي اتفاق محتمل خوفاً من المحاكمات التي تنتظره، وهرباً من السجن الذي لا بدّ أن يدخله بعد تنحيته عن رئاسة الحكومة.