IMLebanon

إفلاس نتانياهو  

 

ليس غريباً على العدو الإسرائيلي أن ينفذ عملياته الإرهابية في غير مكان يتقصد المقاومة. فهذا دأبه بالاعتداءات على لبنان خصوصاً منذ اتفاق القاهرة سيىء الذكر. إلاّ أنّ الهجوم الإرهابي بطائرتين مسيرتين، في ليلٍ، على مقر الوحدة الإعلامية لحزب الله هو دليل أكيد على أن بنيامين نتانياهو في ذروة الإفلاس السياسي والشعبي وأنه يستجدي التأييد، قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات العامة، ولو بهجوم على موقع إعلامي مدني.

 

بدايةً فشلت العملية فشلاً ذريعاً:

 

أولاً – إذا كان الهدف تأليب اللبنانيين ضد حزب الله فالرد جاء في صورة لبنانية جامعة ضدّ العملية العدوانية. فلم يوجد طرف واحدٌ في هذا البلد لم يندد. على الصعيدين الرسمي والشعبي. وهذا فشل يسقط أحد الأهداف الرئيسية للعدوان.

 

ثانياً – العدوان لم يؤد الى نتيجة تذكر على صعيد الخسائر التي اقتصرت على الأضرار (وإنّ جسيمة) في المبنى الذي استهدفته الطائرتان.

 

ثالثاً – إرسال طائرتين مُسيرتين  الى نقطة محددة في ضاحية بيروت الجنوبية ليس الأول ولن يكون الأخير. ثم  ليس ما يُصنف بـ»العملية النوعية»… فقد سبق لحزب الله أن سيّّر أمثال هاتين الطائرتين وحلّقت طائراته في أجواء فلسطين المحتلة وعاد بعضها سالماً الى منطقته.

 

رابعاً – إحدى الطائرتين فجرت والثانية وقعت غنيمة لدى حزب الله، وهو ما يُعرف بــ«الصيد الثمين»، ولا شك في أن الحزب  سيستفيد من المعلومات التي سيحللها من هذه الطائرة، سيان ما كان منها تقنياً أو أهدافاً ومخططات للعدو الإسرائيلي.

 

ماذا جنى نتانياهو من هذه العملية؟!

 

في إجماع الخبراء الذين بادروا الى التعليق على العدوان من لبنانيين وأجانب، وخصوصاً في تقدير وتعليقات الخبراء داخل الكيان العبري، إنّ نتانياهو لم يحصد سوى الخيبة. وإنه لن يعزز موقفه الانتخابي بصوت واحد جرّاء هذا العدوان، ويمكن لمن يتابع ردود الفعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن يطّلع على المواقف السلبية التي ملأت الصفحات الإلكترونية، وكانت ثمة مخاوف إسرائيلية سياسية وشعبية ومن قادة عسكريين سابقين أن نتانياهو «حرّك وكر الدبابير» من دون أن تكون لديه ضمانة بالقدرة على الردع سوى بحرب تدميرية في عدوان كبير على لبنان، وحتى هذا لن يمكنّه من أي نتيجة سياسية.

 

وبعيداً عن ذلك كلّه تبقى آية ما  أسفر عنه هذا العدوان هو مظهر الوحدة الوطنية اللبنانية التي تجلّت موقفاً واحداً رافضاً العدوان، مندداً به، معلناً التعاطف مع حزب الله، كما يتعاطف الإعلاميون اللبنانيون، على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم، مع الزملاء الإعلاميين في الوحدة الإعلامية التي أثبت استهدافها بالعدوان أنها «تزعج» القيادة العدوة عموماً  ونتانياهو خصوصاً بعدما أثبتت الإحصاءات أن متابعي إعلام حزب الله في الكيان الصهيوني هم شرائح وازنة.