Site icon IMLebanon

فَشَلُ نتنياهو في غزة… جعله ينتقم من لبنان!!  

 

 

بالفعل هذا التطوّر الخطير الذي يحدث في لبنان، من ارتكاب مجازر على مدار الساعة، والغارات بأحدث الطائرات التي حصل عليها العدو الإسرائيلي، خصوصاً (F-35) التي تعتبر أحدث وأهم طائرة مقاتلة في العالم، بالإضافة الى عدد كبير منها ومن (F-16) و(F-15)، والميراج وغيرها. جعل الأمر في غاية الخطورة.

 

إنّ ما يحدّث اليوم في لبنان، لا يمكن أن نرى له أي مبرّر سوى مبرّر واحد فقط لا غير، وهو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبعد مرور عام تقريباً على غزو غزة، والفشل في تحقيق هدفين كان نتنياهو أعلن عنهما منذ عام، وهما القضاء على «حماس» وعلى رئيسها البطل يحيى السنوار، والهدف الثاني تحرير المخطوفين.

 

أمام هذا الفشل، رأى نتنياهو أنّ الحلّ الوحيد هو الانتقام من لبنان، خصوصاً أنّ المقاومة فيه أجبرته على تهجير 100 ألف مواطن إسرائيلي، تركوا بيوتهم ومزارعهم ومحلاتهم وهربوا الى وسط فلسطين المحتلة، خوفاً من صواريخ «الحزب»… وهذا لم يعجب نتنياهو بالتأكيد، لا بل أضاف مشكلة جديدة له…

 

لذلك، تبيّـن أنّ اللغة الوحيدة التي يفهمها نتنياهو هي القتل.. ومن أجل ذلك كلّف الطيران الإسرائيلي القيام بمهمات مفتوحة للقضاء على «الحزب».

 

وبالفعل، بدأ الجيش العبري منذ يوم الثلاثاء الماضي بارتكاب أكبر جريمة بحق لبنان وهي تدمير مبنى مؤلف من 9 طوابق في قلب الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، قتل فيها «المجلس العسكري للحزب» الذي كان يجتمع في أحد الملاجئ، كما استشهد في تلك العملية ابراهيم عقيل، البارز في جماعة حزب الله وهو الملقب بـ «الحاج عبد القادر»، والقيادي أحمد محمود وهبي الذي تولّى مسؤولية وحدة التدريب المركزي.

 

لم يكتفِ نتنياهو بدماء الأبطال من المقاومة، بل أراد أن يفتك بمزيد من المقاومين، فقام يوم الاربعاء أيضاً بعملية ثانية تعدّت حدودها الضاحية الجنوبية فامتدت الى جبل لبنان والبقاع وبعلبك والهرمل بدءاً من جنوب لبنان، ولم يترك قرية واحدة إلاّ واستهدفها بحجة وجود مخازن أسلحة أو أنّ أحد القياديين من «الحزب» موجود في هذا البيت أو ذاك.

 

الهدف الثاني من هذه الحملات زرع بذور الفتنة بين اللبنانيين، خصوصاً أن هناك قسماً كبيراً من اللبنانيين لا يريدون الحرب، والبعض الآخر ذهب الى أكثر من ذلك الانتقاد، قائلاً: «ما دخلنا في هذه القضية، خصوصاً ان لبنان دفع الكثير من أجل القضية الفلسطينية؟».

 

لكن للذين يظنون أن إسرائيل ما كانت لتعتدي على لبنان لولا تدخل «الحزب» بمساندة مقاومي غزة أقول: هم واهمون. ولهؤلاء نقول أيضاً: إنّ إسرائيل دولة عدوّة للبنان، وتكره هذا البلد، ولا تريد له الخير وإنما تضمر له الشر، إذ يكفي أن يكون المجتمع المتنوّع في لبنان نقيضاً لما تدّعيه إسرائيل التي تنادي بدولة لليهود فقط، بينما يعيش المسيحيون والمسلمون في أبهى صورة تعايش ومحبة بين بعضهم البعض.

 

على كل حال، الأمور أصبحت وراءنا، ولا يمكن لـ «الحزب» أن يقف متفرّجاً على المجرم وهو يمارس هوايته الوحيدة وهي القتل، بل سيردّ الصاع صاعين… ولكل مجرم سفّاح مثل نتنياهو نهاية، ونهايته أصبحت قريبة، خصوصاً أنّ دماء الأطفال والشيوخ والأبرياء لا يمكن إلاّ أن يحاسب ربّ العالمين من سفكها…