IMLebanon

ما الذي سيتغيّر في خطاب نتنياهو في الكونغرس الأميركي؟

 

 

 

قد تكون أوكرانيا السياسية قد انتهت بحدودها الحالية الرسمية مع  انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق الرئاسي الأميركي، أياً يكن المرشح الرسمي الذي يليه، كاميلا هاريس أو غيرها. وبحال فوز الرئيس دونالد ترامب، أو بحال الاحتمال الضعيف لخسارته!

فانسحاب بايدن ينهي مرحلة من الديبلوماسية وضعت العالم في سلسلة كوارث اقتصادية – اجتماعية، مبنية على استفحال الغلاء لكافة السلع بسبب ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة لمقاطعة الغاز الروسي التي أرهقت أوروبا، والعالم من خلفها!

ديبلوماسية بايدن المساندة لأوكرانيا بمليارات الدولارات من الخزينة الأميركية سوف تتوقف حكماً مع الرئيس ترامب، الذي «يحب» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين! كما ستتوقف، حتى بفوز مرشح ديمقراطي آخر برئاسة الجمهورية!

فالحرب الروسية – الأوكرانية أصبحت من دون هدف للغرب! فهو يدعمها لعدم السقوط، في حين أنه لن يحارب معها بالمباشر «أكثر مما يفعل» كما أنه غير قادر على تأمين عودة المناطق الخمس التي تعتبرها روسيا جزءاً أساسياً منها، أي جزيرة القرم ودونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا!

ما يعني أن الرئيس الأميركي الجديد، أي ترامب، على الأرجح، سيذهب لمفاوضة الرئيس الروسي بوتين، وستنتهي معه الحرب الروسية – الأوكرانية، وسيعود الغاز الروسي الى أوروبا، وستعود القدرة الشرائية الى الولايات المتحدة والى أوروبا والى العالم بأسره، كما كانت عليه قبل هذه الحرب!

في شؤون غزة، لن يتغيّر خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية «اليميني» بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي! فهو يعتبر نفسه أقرب الى ترامب منه الى بايدن وأقرب الى الجمهوريين «اليمينيين» منه الى الديمقراطيين «اليساريين»!

ما يعني أن نتنياهو سيحصل على ضوء أخضر أكثر وضوحاً في إنهاء غزة «كما يشاء»، بتعويم له من الحزبين الأميركيين، وبدعم جمهوري أكثر صراحة!

وضع يد نتنياهو على غزة سيكون بشكل «مريح» أكثر مما هو عليه الآن، وهو ما سيؤدي الى إطلاق يد عسكرية له «غير مشروطة» لاقتحام رفح وإنهاء حكم حماس لغزة، في هذه المرحلة على الأقل! حتى ولو لم تكن هناك مساعدات مالية إضافية جديدة له.

ضغط نووي على إيران وقطع كبير لأذرعها العسكرية في المنطقة!

الحرب على لبنان ستتجه الى تصاعد في احتمالاتها، على الرغم من محاولات ترامب، أو غيره لتجنّبها! فتصعيد حزب الله سيستمر مع استمرار الحرب على غزة، وتصعيد إسرائيل سيكبر مع تراجع احتمال المستوطنين الى «قراهم» ومستوطناتهم في الشمال! والانزلاق الى الحرب يصبح أكثر وضوحاً!

المسافة مع اليمن لم تمنع إسرائيل والولايات المتحدة من خلفها من ضرب الحُديدة! لا بل إنها لن تمنع أيضاً الأساطيل الأوروبية من المشاركة لتوجيه ضربات «موجعة» جداً للحوثيين!

الضغط على إيران سيزيد ديبلوماسياً ومالياً مع الديبلوماسية الأميركية الجديدة، وإن كانت ستعمل هذه الديبلوماسية على تجنّب مواجهات عسكرية واسعة معها. وستزداد بالتالي الضغوط على البرنامج النووي الإيراني وستتراجع المفاوضات «النووية»، أو ما تبقّى منها!

انسحاب بايدن، الذي كان متوقعاً، سيفتح أبواب سلام في العالم وأبواب «حروب»، أو ضغوط عسكرية على الأقل، في الشرق الأوسط!