IMLebanon

تأييد نتنياهو في أميركا خفَّ

عن سؤال: هل لا يزال الاتصال مع إسرائيل قائماً؟ أجابت الشخصية السورية الأميركية صاحبة الدور في الحوار السرّي غير المباشر بينها وبين سوريا حافظ الأسد: “الاتصال قائم. لكن لا نتائج له. في الماضي حاولت ثلاث مرّات كما أخبرتك سابقاً وبتكليف مباشر بين الرئيس حافظ الأسد وفشلت. فشل المرّة الأولى كان بسبب اغتيال إسحق رابين. وفشل المرّة الأخيرة كان بسبب وفاة الأسد الذي كان تلقى من إيهود باراك بواسطتنا اقتراحات ووافق عليها من دون شروط. أما المرّة الثانية فكانت يوم كاد الأسد الأب وإسرائيل أن يتوصلا إلى حل لمشكلة الجولان المحتل، لكن أحد العاملين معنا من الإسرائيليين سرَّب الخبر إلى الإعلام، فسارع الرئيس السوري إلى نفي هذا الأمر. ولم أعرف حتى الآن الهدف من ذلك التسريب. وجرت هذه المحاولة أيام مفاوضات “واي بلانتايشن “. في اختصار أقول لك في نهاية هذا اللقاء أن بشار الأسد يجب أن لا يحكم سوريا “.

ماذا عند ديبلوماسي متقاعد عتيق في التعاطي مع قضايا العرب ومشكلاتهم من مغربها إلى مشرقها مروراً بوسطها؟

سألته بداية عن ليبيا كونه عرفها جيداً بكل المراحل التي مرت فيها حتى مرحلة ما بعد سقوط العقيد معمّر القذافي. أجاب: “لليبيا تاريخ في التعامل مع الأمم المتحدة وتحترمها. بعد الحرب العالمية الثانية سُئل الرئيس الأميركي ترومان: لماذا لا تُنتدب أميركا على ليبيا مثلما انتُدبت بريطانيا على فلسطين؟ أجاب: “عندي إيطاليون كثيرون في أميركا عليَّ إطعامهم. لا تضيفوا لي أعداداً جديدة في ليبيا “. عام 1950 نجح الموفد الأُممي في حينه في وضع دستور لليبيا بموافقة جميع “ممثليها “. لم يكن كاملاً. لكنه أقام الدولة وحقَّق الاستقرار، علماً أن الشعب كان منقسماً، وكانت علاقة جماعة طرابلس وجماعات أخرى بجماعة بنغازي مقطوعة. الآن وسيط الأمم المتحدة يعمل في ليبيا، ومهمته ليست سهلة. إذ فيها نحو 250 ميليشيا ينتقل كل منها من معسكر إلى آخر بحسب مصالحه. لا بد من حوار جدّي وحقيقي بينها كلها. جماعة مصراتة وطرابلس لا تعترفان بجماعة طبرق رغم أن فيها الحكومة المعترف بها عربياً ودولياً. والعكس صحيح. أحياناً يُدعى الجميع إلى الحوار. لكن أكثريتهم لا تلبّي إلا في مرّات قليلة. الأمم المتحدة تسعى إلى حكومة وحدة وطنية. لكنها تصطدم باعتراضات عدة على ضمّ إسلاميين متطرفين إليها. في النهاية لا بد أن يحصل ذلك. لكن الحكومة التي ستؤلف أياً تكن ستبقى ضعيفة. الليبيون عموماً وخصوصاً أهل طرابلس لا يريدون جيش مصر في بلادهم ويرفضون أي دور لها. ولا يمكن الآن على الأقل عزل من يسيطر على العاصمة طرابلس. جون ماكين السيناتور الجمهوري المعروف “زعلان ” لأن أميركا ما كان لها دور في ثورة ليبيا. الدور فقط كان لأوروبا. كان عليه أن يعرف أن أميركا تريد شركاء وترفض أن تتصرَّف أحادياً “.

ماذا عن وضع رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو في أميركا بعد تردّي علاقته برئيسها باراك أوباما؟ سألتُ. أجاب: “التأييد لنتنياهو في أميركا خفّ استناداً إلى استطلاعات الرأي. وضعف أيضاً في أوساط اليهود الأميركيين. طبعاً ألقى خطاباً “جيداً وقوياً ” في الكونغرس. لكن ماذا بعد؟ موقفه السلبي قد يساعد في توصُّل أميركا والمجموعة الدولية 5+1 التي هي عضو فيها إلى إتفاق مع إيران. قد يقول الإيرانيون إن ضغط إسرائيل على أوباما يجب أن يدفعنا إلى حل عقد وتذليل صعوبات تمهيداً للاتفاق. الرئيس روحاني ووزير الخارجية ظريف يحظيان بدعم المرشد آية الله خامنئي. في هذا المجال يعرف أوباما أنه يستطيع إلغاء العقوبات التي فرضها على إيران بوصفه رئيساً (سلطة تنفيذية). لكنه يعرف أيضاً أنه قد لا يتمكن من إلغاء العقوبات التي فرضها عليها الكونغرس “.

ماذا عن “التحالف الدولي ضد الإرهاب ” الذي عقد كبار عسكرييه اجتماعاً في واشنطن أخيراً؟ سألتُ. أجاب: “إيران كانت ناقصة في هذا التحالف وهذا الاجتماع، إذا كنت جدياً في محاربة الإرهاب. وكذلك الصين وروسيا التي يجب حل الأزمة الأوكرانية معها. نتنياهو يقول إن الحل في رأيه هو بضرب إيران عسكرياً، أو بتوريط أميركا في إيران بعد تنفيذ طيرانه الحربي ضربة عسكرية إلى منشآتها النووية وغير النووية. ذلك أنه يعرف تمام المعرفة أنه لا يستطيع تنفيذ ضربة عسكرية ناجحة لها. وإذا نجح في ذلك فإنه سيضع علاقة بلاده بأميركا في خطر كبير “.

هل ستوقِّع أميركا والمجموعة الدولية 5+1 اتفاقاً مع إيران؟