Site icon IMLebanon

إرهاب نتنياهو يؤتي ثماره: إعتراف أوروبي ومذكرات اعتقال دولية

 

 

تصريح وزير خارجية إسرائيل «يسرائيل كاتس» أن اعتراف إيرلندا والنرويج بالدولة الفلسطينية يرسل رسالة إلى للعالم بأن الإرهاب يؤتي ثماره، وأن هذا الاعتراف يقوض سيادة إسرائيل وأمنها وحقها في الدفاع عن النفس والقضاء على حركة حماس، وتحذيره لإسبانيا من اتخاذ قرار مماثل وهو ما تم بالفعل، هو شيءٌ من بروباغندا صهيونية بدت متهالكة أمام الحركات الاحتجاجية المتصاعدة في مواجهة الحكومات في دول الغرب والولايات المتحدة الأميركية لحثّها على وقف الدعم والشراكة البيّنة مع حكومة نتنياهو في حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وأمام تصويت ١٤٢ دولة من أصل ١٩٣ دولة عضو في الأمم المتحدة لصالح الإعتراف بدولة فلسطين وفق مسار حل الدولتين الذي تدّعي إدارة الرئيس الأميركي «جو بايدن» أنه يشكّل موقف واشنطن الثابت والأكيد من أجل تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.

بدا أيضاً أن آلة الدعاية الأميركية والصهيونية وديمقراطية الغرب الكاذبة أصابها العطب والأعطال حتى بلغت الوقاحات والقباحات الأخلاقية أعلى درجاتها عند قادة الكيان الصهيوني والإرهابي وداعميه وممثليه في الأمم المتحدة وباقي المؤسسات الدولية. لم يتركوا جريمة شنيعة من جرائم الحرب والإبادة والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية إلّا وارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، مزّقوا ميثاق الأمم المتحدة، أهانوا أمينها العام «أنطونيو غوتيريش»، مارسوا إرهاب الدولة في أبشع صوره في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، انتهكوا قواعد القانون الدولي الإنساني وحطموا ميزان الحق والعدالة، داسوا بألسنتهم كأحذيةٍ موحلةٍ قذرة على طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية «كريم خان» إصدار أوامر اعتقال لرئيس حكومة إسرائيل «بنيامين نتنياهو» ووزير الدفاع الإسرائيلي «يوآف غالانت» بتهم التسبب بالإبادة، والتسبب بالمجاعة كوسيلة من وسائل الحرب، ومنع إمدادات الإغاثة الإنسانية، واستهداف المدنيين عمداً في الصراع.

 

الرئيس الأميركي وصف طلب مدعي عام  المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بالأمر المشين قائلاً: «لا مساواة إطلاقاً بين إسرائيل وحماس… سنقف على الدوام مع إسرائيل في مواجهة أي تهديدات لأمنها». وعلى نهجه وزير الخارجية الأميركي بلينكن اعتبر طلب المدعي العام «كريم خان» أمراً مخزياً رافضاً المساواة بين قادة إسرائيل وقادة حماس الذين طلب أيضاً مدعي عام المحكمة العمل على إصدار أوامر اعتقالهم وهم: يحيى السنوار، ومحمد الضيف، وإسماعيل هنية. ورأى بلينكن أن هذا الأمر من شأنه تعريض جهود التوصل إلى وقف إطلاق النار وإخراج الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية إلى الخطر، وهي الأهداف التي تسعى الولايات المتحدة الأميركية إلى تحقيقها بلا هوادة بحسب البيان الصحفي لوزير الخارجية «انتوني بلينكن» الصادر في ٢٠/٥/٢٠٢٤.

 

الموقف الأميركي المتماهي مع مواقف المسؤولين في إسرائيل لم يخفف من حالة الإرباك والضغط السياسي الذي أصاب الحلفاء ولا سيما ألمانيا بسبب عضويتها في المحكمة الجنائية الدولية، علماً بأنه قد سبق لدول أعضاء في المحكمة أن امتنعت عن تنفيذ أوامر هذه المحكمة التي ترفض الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل الخضوع لقراراتها وأحكامها ما دامت تتعارض مع مصالحها الذاتية ولو كانت على حساب النظام الدولي القائم على القواعد القانونية والإنسانية. وتعوّل ألمانيا على القضاة في هذه المحكمة للخروج من هذا المأزق في حال رفضوا طلب المدعي العام آخذين في الاعتبار ما تراه برلين في تمتّع إسرائيل بنظام ديمقراطي وسيادة القانون وبأن لديها نظام قضائي مستقل.

أما فرنسا فقد أعلنت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها دعمها لاستقلالية المحكمة الجنائية الدولية ومكافحة الإفلات من العقاب في جميع الحالات، وبرّرت ذلك بأنها ظلّت تحذّر منذ عدة أشهر بشأن وجوب الالتزام الصارم بالقوانين الدولية الإنسانية بعدما بلغ عدد الضحايا المدنيين في قطاع غزة مستوى غير مقبول بالإضافة إلى عدم وصول المساعدات الإنسانية اللازمة والضرورية إلى سكان غزة. وقد أثار البيان الفرنسي ردود فعل وتصريحات رافضة لموقف باريس من قبل إسرائيل والمنظمات اليهودية في فرنسا في محاولة للضغط عليها من أجل تغيير موقفها المتوازن. وبالمناسبة فهذه ليست المرة الأولى التي تتمايز باريس في موقفها عن واشنطن بما خص الحرب الدائرة في قطاع غزة، حيث سبق لفرنسا أن انتقدت الفيتو الأميركي الذي منع استصدار قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة.

إرهاب نتنياهو يؤتي ثماره، إعتراف أوروبي ثلاثي من إيرلندا والنرويج وإسبانيا، وقبله اعتراف غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، واعترافات جديدة قادمة بدولة فلسطين المستقلة وكاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، ومذكرات اعتقال دولية بحق المجرمين الصهاينة. ما زال الحق بيّناً لشعب فلسطين الصامد المناضل الصابر الحر الأبيّ، وما زال الطريق طويلاً، وعلى الله فليتوكل المؤمنون.