IMLebanon

حرب نتنياهو مُستمرّة 

 

 

جيش الاحتلال «الاسرائيلي» لا يتوقف يوما عن خرق وقف اطلاق النار في جنوب لبنان، ورئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو قال: نحن في حالة وقف اطلاق النار، وليس في حالة وقف الحرب ،لكن نتنياهو لا يحترم حتى وقف اطلاق النار، والطرف الفرنسي في لجنة مراقبة وقف اطلاق النار اعلن، ان ما يزيد عن 80 خرقا لوقف اطلاق النار قامت بها «اسرائيل»، فيما المقاومة لم تقم باي خرق، الى ان اضطرت الى قصف مركز العلم في كفرشوبا وتلال شبعا بثلاثة صواريخ دفاعية ، وشنت على اثرها قوات الاحتلال «الاسرائيلي» وآلات الحرب والدمار من طيران وصواريخ «اسرائيلية» صهيونية، غارات على لبنان في اماكن عديدة ردا على قصف ثلاثة صواريخ، وهي دفاعية وليست هجومية.

 

الواضح جدا ان نتنياهو لن يوقف الحرب، ولن يوقف اطلاق النار، وجيش الاحتلال يريد ان يستبد باهالي الجنوب، فهو يمنعهم من العودة الى قرى كثيرة تزيد عن 20 قرية جنوبية. اما وزير الدفاع الصهيوني فيقول اذا حصل اي خرق من قبل المقاومة اللبنانية، فان الجيش «الاسرائيلي» سيرد على الدولة اللبنانية وعلى بنيتها التحتية، وهذا يعني تهديدا كبيرا للبنان، وذلك لعدم وجود لجنة للضغط على وقف اطلاق النار، على اساس انه تم التوقيع على تنفيذ القرار 1701 الذي يلزم كل الاطراف بوقف اطلاق النار.

 

سياسة صهيونية لا تفهم الا بالقصف الجوي، والحاق الاذى والدمار بأهلنا وبيوتهم، والحاق الدمار بلبنان واستعمال فائض القوة، مقابل اي عمل بسيط تقوم به المقاومة، اما هو فيطلق عشرات الطائرات وعشرات المسيرات لتقصف قرى الجنوب، وتضرب حياة النازحينن الذين عادوا الى قراهم، وهم لا يرون الا الدمار في منازلهم، ومع ذلك رضي القتيل بان يعيد الاعمار الى منزله، ولم يرض القاتل الصهيوني بوقف لاطلاق النار، بل هو استباح كل شيء وفق الشهادة الفرنسية، التي اكدت على حصول اكثر من 80 خرقا لوقف اطلاق النار من قبل «اسرائيل»، دون ان تقوم مقاومة حزب الله باي خرق للقرار.

 

لقد انتشر الجيش اللبناني في الجنوب، وهو يكمل انتشاره، وجيش الاحتلال لا يترك له مجالا كي ينتشر بشكل عسكري كامل يؤمن الاستقرار في جنوب لبنان. فجيش الاحتلال مصر على مهلة الـ60 يوما لالحاق الضرر والعذاب بالنازحين الذين عادوا الى الجنوب، فيما المستوطنون الصهيونيون الذين نزحوا من شمال فلسطين المحتلة لا تعيدهم حكومتهم الى المستوطنات، وهم لا يتجرأون على العودة اليها. ومع ذلك يريدون تحميل لبنان هذه المسؤولية واظهار ان عجزهم في عودة المستوطنين الصهيونيين الى مستوطناتهم هي مسؤولية لبنانية، وليست خوفا وعدم تعلق المستوطن بالمستوطنة التي كان يعيش فيها، بل يعيش في خوف دائم من ان النازحين الذين تهدمت منازلهم كليا يشكلون خطرا عليهم.

 

لا يحق لجيش الاحتلال «الاسرئيلي» المنتشر جنوب نهر الليطاني، ان يمنع الاهالي من العودة الى قراهم، ولا يحق له ان يعلن بيانات يوجهها للنازحين اللبنانيين، انه ممنوع عليكم العودة الى القرى التي كنا طلبنا منكم الخروج منها.

 

فهذا ليس اتفاق 1701 بل هو ظلم بظلم، وتجبّر بتجبّر. فيجب على «اللجنة الخماسية» المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان و»اسرائيل» واليونيفيل ان تجتمع باقصى سرعة، وان تفتح الطرقات امام النازحين الجنوبيين كي يعودوا الى قراهم، ويبدأوا بترميم منازلهم، وهم مستعدون ان تسكن ثلاث او اربع عائلات في منزل واحد حتى اعادة الاعمار.

 

والنازحون قرروا التضحية الى اقصى حد، والسكن في منازل جيرانهم ، الى حين اعادة ترميم المنازل بالحد الادنى، وهم مستعدون للسكن فيها، لكن العدو الصهيوني يمنعهم من ذلك، و»اللجنة الخماسية» الدولية لم تتخذ اي قرار في هذا المجال لحماية عودتهم.

 

النازحون الذين عادوا الى قراهم شجعان ، بينما المستوطنون الجبناء الذين يسكنون فنادق 5 نجوم يرفضون العودة الى المستوطنات، مع ان جيش الاحتلال «الاسرائيلي» منتشر شمال جنوب نهر الليطاني بقوات عسكرية كبيرة، قادر على حمايتهم عند عودتهم الى المستوطنات ،الا انهم لا يريدون العودة خوفا من المقاومة ومن النازحين الذين هم في حالة صعبة للغاية ، وليس لديهم الآن القدرة على القتال في ظل عودتهم المدنية وغير العسكرية.

 

ننتظر من «اللجنة الخماسية» المؤلفة من الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان و»اسرائيل» واليونيفيل ان تتخذ خطوات جدية لحماية النازحين كي يعودوا الى ارضهم، وان يتوقف خرق اطلاق النار من قبل العدو الصهيوني وجيش الاحتلال، لان من حق النازح العودة الى قريته، وهو حق مقدس، اما المستوطنون الصهيونيون اذا كانوا لا يريدون العودة الا بشروط تعجيزية، فهذه مشكلتهم.