Site icon IMLebanon

لبنان يحب أن يكون حيادياً  

 

 

فعلاً يُعتبر لبنان من أجمل بلاد العالم.. كما ان الشعب اللبناني هو من أرقى الشعوب، علماً وفنّاً، وبالجامعات والمدارس والطب  والمستشفيات. وفوق هذا كله يتمتع بطقس جميل، إذ  ان جمال الطقس ميزة فريدة لا يمكن أن نجدها إلاّ في لبنان.. لأنك قد تكون على شاطئ البحر المتوسط الجميل، وخلال 45 دقيقة يمكنك أن تنتقل الى الجبل حيث تستطيع أن تمارس رياضة التزلج.

 

باختصار، إنّ هذا البلد وُجِد أولاً ليكون أهم بلد سياحي في العالم..

 

ثانياً: عدد سكان لبنان 5 ملايين يتواجدون في لبنان و16 مليوناً ينتشرون في العالم.

 

ثالثاً: مساحة لبنان 10452 كلم مربعاً، وهذا يؤهّل لبنان لأن يكون من أصغر بلاد العالم على صعيد المساحة.

 

رابعاً: لبنان لا يمكن أن يكون بلداً زراعياً إلاّ في حالات استثنائية وقليلة جداً. إذا عمدنا الى اختيار بعض الزراعات المميزة. وهنا لا بد من الاعتراف بأنّ سعر الأراضي في لبنان مقارنة مع دول الجوار تعتبر غالية جداً.

 

خامساً: لبنان لا يمكن أن يكون صناعياً وذلك لأنّ الكلفة في الانتاج عالية فالاستيراد أرخص.

 

أمام هذه الحالات التي ذكرنا… ماذا يمكن أن يكون لبنان؟

 

بصراحة، بين كل ما ذكرت، فإنّ لبنان يجب أن يكون بلداً سياحياً بدرجة ممتازة للأسباب التي ذكرت:

 

لو عدنا الى التاريخ لوجدنا أنّ الأزمة السياسية التي اختلف عليها اللبنانيون عام 1969 كانت «اتفاق القاهرة»، حيث فرضت الدول العربية على لبنان أن يسمح للفلسطينيين بممارسة حقهم في الدفاع عن المخيمات، وحقهم في تحرير أرضهم. والأهم هو حمل السلاح من أجل تحرير فلسطين، وهنا بدأت المشكلة إذ ان «اتفاق القاهرة» هو الذي دفع بإسرائيل الى اجتياح لبنان عام 1982، واحتلال مدينة بيروت وكانت أول عاصمة عربية تُـحْتَل، بعدما بقيت بيروت محاصرة لمدة 100 يوم، وكانت المدافع الاسرائيلية تقصف من بعبدا مدينة بيروت المحاصرة، حيث يتمركز الجيش الاسرائيلي، كما قصفت من البحر حيث كانت السفن البحرية الاسرائيلية تمطر مدينة بيروت بالقذائف، ومن الجو أيضاً حيث الطائرات العسكرية ترمي قذائفها على العاصمة. وفي معلومة شبه مؤكدة أنّ عدد القنابل التي سقطت على مدينة بيروت في ذلك الوقت كانت أكثر من القنابل التي سقطت على «برلين» في الحرب العالمية الثانية.

 

نستطيع القول إنّ «اتفاق القاهرة» كان السبب في احتلال الجيش الاسرائيلي لبيروت، والاحتلال ولّد مقاومة. وهنا دخلت اسرائيل وكأنها اتفقت مع المقاومة وكأن هناك مصلحة مشتركة بينهما هي احتلال لبنان وعدم تمكين اللبنانيين من الوصول الى أي اتفاق لمصلحة البلد… والأنكى ما يحصل على صعيد النفط.

 

عدم الحياد أوصلنا الى ما وصلنا إليه اليوم، وهو تدمير الاقتصاد اللبناني وانهيار البنوك، وبين ليلة وضحاها أصبح الشعب اللبناني شعباً فقيراً بينما كان هذا الشعب من أغنى شعوب العالم.

 

بكل صراحة ووضوح فإنّ طريق المقاومة هو طريق تدمير لبنان، بينما طريق الحياد هو عودة لبنان كي يكون كما كان في الخمسينات والستينات والسبعينات.

 

لبنان يجب أن يكون حيادياً كي يمارس الشعب الحرية والديموقراطية والاستقرار والتقدّم… وكي يصبح لبنان مدرسة وجامعة ومستشفى لكل العرب.

 

أما الطريق الثاني المتبع حالياً فهو طريق التدمير والتخلف والفقر والجوع والقتل.

 

فبالله عليكم لو تُرِك الشعب اللبناني حراً في الاختيار بين مشروع المقاومة ومشروع الدولة، فماذا سيختار؟ طبعاً سيختار الدولة، يختار الحضارة ويختار العلم ويبتعد عن التخلف والفقر والشعارات الفارغة.