Site icon IMLebanon

تنسيق مستجد بين «داعش» و«النصرة»…

تؤكد اوساط ضليعة في علم الامن ان القرار اتخذ بشأن انهاء الوجود الارهابي في جرود عرسال وان اشارة الامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصرالله بأنها المرة الاخيرة التي يتحدث فيها عن الوضع في جرود عرسال مؤشر الى اقتراب ساعة الصفر لبدء معركة الحسم وتنظيف المنطقة المذكورة من قطّاع الطرق وشذاذ الافاق اصحاب الرايات السود الذين اوغلوا في ممارسة الوحشية وارتكاب الفظاعات اينما حلوا وارتحلوا ويبدو وفق الاوساط نفسها ان القرار بإنهاء وجود «داعش» و«النصرة» له ابعاد اقليمية ودولية، لا سيما وان الخرائط العسكرية في غرف العمليات المركزية لمكافحة الارهاب وضعت اسم عرسال ضمن دائرة حمراء شأنها شأن الموصل في العراق والرقة السورية.

واعتبرت الاوساط ان سقوط الموصل بأيدي القوات العراقية يشير عمليا الى ان دولة الخلافة المزعومة تداعت، وان ما تبقى من المناطق التي تسيطر عليها في العراق من تلعفر الى الحويجة والحديثة باتت بحكم الساقطة وسط معلومات تؤكد ان الصراعات داخل «داعش» انطلقت على خلفية ان الطامحين لمركز الخلافة بعد اعلان «داعش» مقتل ابو بكر البغدادي كثر، وان الحلقة الضيقة التي كانت تحيط به يتم اعتقالها في الصراع على السلطة، ولعل الاعلان عن نهاية البغدادي الذي شكل مفاجأة يشير الى نجاح احد الامراء التكفيريين في حسم الوضع داخل التنظيم لصالحه واقتراب لحظة اعلان الخليفة الجديد «لداعش» بعدما كان مجرد الاشارة الى مقتل البغدادي من قبل اي داعشي مهما علا شأنه كفيل بقتله كما حصل مع مفتي التنظيم المعروف «بابي قتيبة» وهو من الصف القيادي الاول وثاني رجل بعد البغدادي الذي بكى في خطبة الجمعة لدى ذكر الخليفة المزعوم ما اعتبره جهاز امن «داعش» افشاء لسر خطير فحكم عليه بالموت حرقا.

وتضيف الاوساط ان اقتلاع «داعش» من الموصل العراقية وحصاره في الرقة عاصمة الخلافة التي اخترقتها «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة اميركيا من احدى الجهات نذير بقرب فتح المعركة في النقطة الثالثة التي تقع ضمن دائرة حمراء اي عرسال وجرود القلمون، وان الضربات الاستباقية لمديرية المخابرات في الجيش اللبناني قصمت ظهر التكفيريين الذين ينضوون تحت رايتي «داعش» و«النصرة» لا سيما وان العملية النوعية في الاول من امس التي نفذتها وحدات ضاربة من القوة الامنية وكانت حصيلتها مقتل ارهابيين اثنين هما محمد الجارودي واحمد الفاوي ووقوع الارهابي خالد عز الدين في قبضة القوة المداهمة، ان دلت على شيء، فعلى ان اقتلاع الارهاب من عرسال وجرودها انطلق بقضمها امنياً تمهيداً لانطلاقة المعركة الاخيرة وما زيارة الجنرال الاميركي جوزف فوكيل للبنان وقيامه بجولة ميدانية على المواقع العسكرية في عرسال بصحبة  قائد الجيش العماد المغوار جوزف عون الشهر الفائت لم تكن في سبيل النزهة على الاطلاق.

وتشير الاوساط نفسها الى انه بالاضافة الى اشارة السيد نصر الله في خطابه الاخير على انها المدة الاخيرة التي يتحدث فيها عن وضع جرود عرسال، فثمة اشارات اخرى توحي باقتراب اندلاع المعركة في عرسال، حيث تؤكد معلومات ميدانية عن تنسيق مستجد حصل بين «داعش» و«النصرة» ترجم بتبادل الطرفين المؤن الغذائية والذخيرة، وتقسيم الجرود وطرقاتها بين الطرفين مربعات ليقوم كل طرف منهما بزرع قطاعه بالعبوات والالغام لاعاقة تقدم الوحدات العسكرية اذا اندلعت المعركة، في وقت أعرب فيه فصيل «سرايا اهل الشام»، وهو مجموعة من بقايا «الجيش السوري الحر» قلقه من ان يعمد «داعش» و«النصرة» الى الانقضاض عليه وتصفية عناصره اثر المفاوضات مع «حزب الله» والجيش السوري والتي اثمرت عودة نازحين سوريين من عرسال الى بلدة عسال الورد، كما انه متوقع ان تعود 60 عائلة من النازحين السوريين الى البلدة نفسها من عرسال، ويبقى السؤال من هو الطرف الذي سيفتح المعركة وهل يلجأ التكفيريون المحاصرون والمعزولون الى اسلوب «افضل وسائل الدفاع الهجوم» بعد رفضهم للتسوية التي طرحت عليهم وتقضي بانسحابهم من الجرود اللبنانية الى سوريا. ثمة كلام عن يومين مفصلين واسئلة لا جواب لها عن الدور الذي يمكن ان تلعبه الخلايا النائمة ابان معركة الحسم؟