IMLebanon

المجلس الجديد… الخارطة السياسية الجديدة للمرحلة الجديدة

  

مبروك للبنان على ديمقراطيته على رغم أنَّه يترجمها في منطقة تعيش في الحرائق.

مبروك لرئيس الحكومة سعد الحريري الذي نجح على رأس حكومته في إنجاز الإستحقاق الإنتخابي، بعد تسعة أعوام من التصحُّر الديمقراطي. والنجاح هنا مزدوج، فمن جهة القدرة على إنتاج قانون جديد هو الأول من نوعه في لبنان، ومن جهة ثانية إجراء الإنتخابات وفق هذا القانون والفوز في التحدي أمام المجتمع الدولي بأن تكون الإنتخابات وفق معايير دولية.

صحيحٌ أنَّ قانون النسبية لا يُعطي أحجاماً كتلك الأحجام التي كان يُعطيها القانون الأكثري، لكن الرئيس الحريري قَبِلَ التحدي ليبرهن أنَّه يضع مصلحة لبنان فوق مصلحة تياره، فجاءت النتائج لتعكس المزاج العام للناس، وارتسمت خارطة سياسية لمجلس النواب الجديد، وهذه الخارطة لا يمكن القفز فوقها تحت أي ظرف من الظروف.

***

أصبح واضحاً أنَّ الحكومة الجديدة التي ستُشكل بدءاً من العشرين من هذا الشهر، سيتمُّ تشكيلها برئاسة مَن ستفرزه الإستشارات النيابية المُلزمة، هذه الإستشارات ليس وقتها اليوم بل بعد العشرين من هذا الشهر، لكن مؤشراتها بدأت:

فرئيس أكبر كتلة نيابية مسيحية النائب الجديد جبران باسيل كشف أنَّه سيُسمِّي الرئيس الحريري، فيما الرئيس نبيه بري قال إنَّه يعرف مَن سيُسمِّي لكن لن يكشفه للإعلام، فيما رئيس حزب القوات اللبنانية الذي حظي بكتلة نيابية من 15 نائباً قال إنَّه من السابق لأوانه التسمية.

 

***

يأتي في الموازاة، دخول التيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل إلى الندوة البرلمانية على رأس أكبر كتلة نيابية مسيحية، وسيشكِّل مع الرئيس سعد الحريري ثنائياً كبيراً من شأنه أن يكون رافعة للعهد على مدى الأربعة أعوام هي عمر مجلس النواب الجديد، فالخمسون نائباً من شأنهم أن يحققوا التوازن في السلطة التشريعية مع كتل أخرى.

***

في المقابل هناك كتل اخرى تأتي في مقدمها كتلة النائب الجديد تيمور جنبلاط، ولديه في كتلته وجوه جديدة واعدة، لعلَّ أبرزها الأستاذ ناجي البستاني صاحب الباع الطويلة في القانون والتشريع والقضاء والدرب الطويل، والأهم من كل ذلك القرب من الناس، المحامي ناجي البستاني الذي كان أعلن فوزه جرى ما ليس في الحسبان فأُسقِط بعدما فرزت النتائج فوزه، وتبلّغ من الماكينات فوزه، لكن شيئا مريبا حصل ليُعلن فوز البستاني – تويوتا الذي ظهر في منطقة الشوف منذ شهرين.

***

كما أنَّ حزب القوات اللبنانية حقَّق تقدماً كبيراً، إذ رفع عدد أعضاء كتلته النيابية إلى خمسة عشر نائباً، وأهمية هذه الخطوة أنَّها تحققت في كافة المناطق اللبنانية:

من الشمال، إلى بعلبك الهرمل، إلى الجبل حيث سيتمُّ تشكيل ركيزة المصالحة المسيحية – الدرزية، إستكمالاً وتعزيزاً للمصالحة التي بدأت مع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله صفير، وتعززت مع البطريرك الراعي.

***

كتلة الثنائي الشيعي لا يُستهان بها، فالرئيس نبيه بري نجح في الرهان على المرشح الماروني على دائرة جزين – صيدا، ابراهيم عازار نجل النائب الراحل سمير عازار الذي كان لفترة طويلة رئيساً للجنة المال والموازنة النيابية.

كما لا يمكن الإستهانة بكتلة نواب حزب الله التي حصدت ثلاثة عشر نائباً.

***

المجلس الجديد يرتقب أن تُعقد الرهانات عليه، خصوصاً أنَّ نحو 75 نائباً جديداً سيكونون فيه، فيما سيبقى 53 نائباً من المجلس الحالي.

إنه رهانٌ جديد، وأمام النواب الجدد أسبوعان لترتيب أوراقهم للدخول إلى جنة السلطة التشريعية، كما أمام النواب الذين سيصبحون سابقين الفترة ذاتها لترتيب أوضاعهم وأوراقهم.

***

على رغم كلِّ العيوب والشوائب، لقد اجتاز لبنان القطوع الديمقراطي.