مع احترامنا وتقديرنا الكبير لكلمة فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ولكنها لم تكن على قياس ما يجري ميدانياً من تظاهرات سلمية، غير طائفية، شعارها الوحدة الوطنية، لا علم فيها إلا العلم اللبناني، ولأوّل مرة في تاريخ لبنان يتعذر معرفة طائفة أي من الجمهور ولا حتى الإنتماء الحزبي، هذا أولاً.
أما ثانياً فالتظاهرات التي جرت وتجري لأول مرة في صور والنبطية وكفرمان وبعلبك وصيدا وبرجا وطرابلس وجل الديب وعكار (…) أي انها تشمل لبنان كله دفعة واحدة.
ثالثاً- واللافت اننا دخلنا اليوم التاسع وتجاوز عدد المتظاهرين المليونين، وتميّزت التظاهرات بشعارات صادقة معظمها يتحدث عن الجوع والفقر والهجرة وفقدان فرص العمل والمياه والكهرباء والنفايات… وأنه منذ 30 سنة حتى اليوم جاءت فرصة مع الرئيس المرحوم رفيق الحريري، ومنذ استشهاده حتى اليوم لم يوضع حجر واحد في الإعمار والبناء.
رابعاً- يبدو أنّ الحل الوحيد اليوم هو حكومة جديدة بمواصفات جديدة، يعني حكومة تكنوقراط، ليس فيها نواب أو سياسيون، سمعة وزرائها المالية والادبية عالية، ولديهم اختصاصات ناجحون فيها.
يبقى أنّ رئيس الجمهورية لا يزال، حسب المعلومات، متأثراً بصهره جبران، ويحاول أن يجد له أي موقع للتعويض، وللمرة الأولى لن يستطيع أن يفرضه وزيراً علماً أنه فرضه مرتين وزيراً حتى أيام سقوطه مرتين في الانتخابات… وكانت تؤجل التشكيلة حتى يكون فيها ليس شخصياً وحسب بل أيضاً من خلال العدد الذي يريده من الوزراء ونوعية الحقائب كما هو الحال بالحكومة الحالية.
إلى ذلك، هناك مؤشرات تهديد ووعيد، كما هو الأمر مع السيّد حسن نصرالله بأنه لن يسمح للرئيس سعد الحريري بالإستقالة… وأنه إذا استقال فلن يعود الى رئاسة الحكومة.
وبالنسبة الى جماعة المواجهة والممانعة يهددون، بدورهم، محاولين إعطاء هذه الثورة صبغة خارجية، وبأنّ سمير جعجع وجنبلاط وأشرف ريفي هم مشروع سعودي وأنهم وراء تحريض الناس على النزول الى الشارع… من أجل تحقيق حملة على «حزب الله»، إلاّ أنّ هذه الأقاويل لم يقبضها أحد، فالناس نزلت الى الشارع لأنها موجوعة ولأنّ المعاناة كبيرة جداً، وكان أن تم التعبير عنها عفوياً في الإندفاع الى الساحات والطرقات.