تفتقت عبقرية الوزير جبران باسيل عن نظرية ليست جديدة في الخطاب السياسي لفريق 8 آذار، ولكنها نافرة في هذه المرحلة بالذات، وتزداد نفوراً عندما تصدر عن جبران بالذات، ألا وهي أنّ فريق 8 آذار حصل على أكثرية شعبية وخسر الأكثرية النيابية في مجلس العام 2009.
والسؤال: إذا كانت شعبيته كبيرة الى هذا الحد فكيف يبرّر سقوطه في الانتخابات في دورتين متتاليتين (2005 و2009)؟
فعلاً، كيف يسمح جبران باسيل لنفسه بأن يتحدّث في الشعبية الانتخابية وهو الذي عجز عن دخول الندوة النيابية بالرغم من الدعم اللامحدود الذي حصل عليه من تيار عمّه وحلفائه في منطقة البترون؟
إذا كان جبران راسباً في الانتخابات النيابية مراراً وتكراراً ومع ذلك يتباهى بالشعبية… فماذا كان موقفه لو نجح في الانتخابات؟
مع الإشارة الى أنّ باسيل حقق «نجاحات» و»إنجازات» مهمة في الحقائب الوزارية التي تولاّها، وإذا توقفنا عند وزارة المياه والطاقة لاكتشفنا الى أي مدى بلغ نجاحه الرائع فيها! ويكفي إلقاء نظرة واحدة الى وضع التيار الكهربائي في البلد لنلمس مدى هذا «النجاح» غير المسبوق.
إنّه غير مسبوق فعلاً، لأنّه حتى في أيام الحرب والإقتتال كان اللبنانيون ينعمون بحد من التيار الكهربائي أكثر مما حصلوا عليه في الصيف السابق وقد كانوا موعودين فيه بـ 24/24!