Site icon IMLebanon

الحلّ لن يكون إلا بتسوية دوليّة شاملة

 

تتوالى التطورات دون أي أفق، في ظل تداعيات الزلزال الذي ضرب مدينة بيروت والذي خلّف ‏كوارث بشرية ومادية، بينما وعلى الصعيد السياسي فإن هذا الانفجار غيّر بحسب مصادر سياسية ‏رفيعة الوضع السياسي الذي كان ما قبل هذه الفاجعة الكبيرة، فكان سقوط الحكومة المدوي ‏واستقالات عدد من النواب، وترى وفق معلوماتها أن هناك مفاجآت على غير صعيد في الشأن ‏السياسي، أكان على خط الاستقالات أو الإقالات، بينما يبقى الأبرز من خلال السؤال المطروح ‏ماذا بعد استقالة الحكومة وعدد من النواب؟ هنا تؤكد المصادر أن الحل لن يكون إلا من خلال ‏التسوية الدولية الشاملة، وذلك عبر الدور الفرنسي الذي يتولاه شخصياً الرئيس إيمانويل ماكرون، ‏وثمة معلومات بأنه في الأيام المقبلة ستتبلور الحلول التي سيحملها معه إلى بيروت وتحديداً على ‏صعيد إعادة هيكلة السياسة الداخلية اللبنانية والتي وبحسب المتابعين لسياسة باريس لم تعد صالحة ‏أو قادرة كما هي الحال الآن باعتبارها أدت إلى الانقسام السياسي بين اللبنانيين وأنتجب حروباً ‏وفساداً وترهلاً للمؤسسات ومرافق الدولة اللبنانية وانهيار الاقتصاد وإفلاس الدولة حيث خسر ‏اللبنانيون ودائعهم في البنوك، لذا الحل سيكون متكاملاً وهناك لباريس ووفق الأجواء موقف وآراء ‏حول النهوض بعد استقالة الحكومة، بمعنى أن تأتي حكومة من خارج كل الاصطفافات السياسية ‏والحزبية التي كانت قائمة طوال السنوات الماضية، لا سيما وأن ماكرون والمجتمع الدولي بشكل ‏عام باتت لديهم شروط واضحة على صعيد تقديم المساعدات من خلال غياب الثقة بالحكومة ‏اللبنانية والدولة بشكل عام ومؤسساتها الرسمية، ولذا إن لم يكن هناك حكومة موثوقة فذلك لن ‏يغيّر شيئاً من الواقع القائم راهناً، وعلى هذه الخلفية تشير المعلومات إلى أن كل الأطراف ‏والأفرقاء السياسيين سيسهّلون ولادة الحكومة العتيدة، لأن الناس ابتعدت عنه وبات هناك هوة ‏عميقة بين الطبقة السياسية واللبنانيين ومن كل الطوائف والمذاهب، وبناءً عليه فإن المعلومات ‏أيضاً تؤكد أن هناك اتصالات حثيثة تجري في الداخل والخارج لهذه الأهداف، لأن وضع البلد لا ‏يحتمل انتظاراً وترقباً أو ترفاً أمام زلزال بيروت وحالات الفقر التي تحيط بالغالية العظمى من ‏اللبنانيين.‏

 

أخيراً، وحيال هذه الأجواء، فإن حركة الموفدين اللبنانيين لن تقتصر على الزيارات التي حصلت ‏في الساعات الماضية من وزيري خارجية مصر والأردن أو الزيارة المرتقبة لمساعد وزير ‏الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل، بل ثمة معلومات عن توالي هذه الزيارات ‏من دول عربية وغربية من مبعوثين وموفدين رئاسيين، لأن لبنان بات في العناية الفائقة ‏وبإشراف ودعم دولي لإنقاذه، وعلى هذا الأساس فإن الأطراف اللبنانيين وصلوا إلى مكان لم يعد ‏بمقدورهم أن يناوروا كما كان يحصل في مراحل سابقة أو أن يفرض هذا الطرف وذاك شروطه ‏خلال تشكيل هذه الحكومة وتلك أو الدخول في لعبة المحاصصة والاستئثار والمكابرة بعدما وصل ‏لبنان إلى ما لا يُحسد عليه. وعلى هذه الخلفية فإن الحلول الدولية في لمساتها الأخيرة بعدما فوّض ‏المجتمع الدولي فرنسا لإيجاد الحلول الناجعة للملف اللبناني، وذلك ما سيكون في عهدة الرئيس ‏ماكرون خلال زيارته الثانية في الأول من أيلول المقبل إلى بيروت، وحيث اتصالاته مستمرة مع ‏واشنطن وعواصم القرار وعلى أكثر من محور للإسراع في إيجاد الصيغة أو المخرج الذي ‏سيؤدي إلى إنقاذ البلد مما هو عليه اليوم من أزمات سياسية واقتصادية كارثية.