إذا ربطنا بين السرعة في إجراء الاستشارات الملزمة وبين تسمية مصطفى اديب الدسمة لتشكيل حكومة إنقاذ متوسطة الحجم من وزراء يفترض ان يكونوا مستقلين وأكفاء ونزيهين ، نستنتج عندها خلفية التصريح الذي ادلى به الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لصحيفة «politico» حيث جزم بأن التغيير الحقيقي في لبنان لن يتجاوز الثلاثة شهور وإذا لم يتم سنحجب خطة الانقاذ المالية عن الدولة اللبنانية ونفرض عقوبات على الطبقة الحاكمة.
بصريح العبارة خلاص لبنان متوقف على هذه الطبقة التي دمرت بيروت وأفقرت لبنان وجوعت الشعب ونهبت امواله، فهل يمكن لمصطفى اديب ان يتجاوز هذه الطبقة الفاسدة وهي عرابة تسميته لتشكيل الحكومة الجديدة ؟؟
الرهان الآن على معرفة وزراء الحكومة وهل هم اسياد انفسهم او مستشارين عند من فرضهم وزراء، والرهان ايضا على من سوف يتسلم الحقائب التي كانت سبب انهيار لبنان ماليا واقتصاديا، والرهان على أديب بوجوب الاستماع الى اصوات الناس والقيام بانجازات حقيقية وليس على الورق، والاهم من الكل أن تبقى عيون الثوار ساهرة لتقويم أي اعوجاج يطل برأسه في الايام المصيرية المقبلة.
ليس المطلوب اليوم تفخيخ عمل الحكومة بطرح قضايا مصيرية مثل الدولة المدنية التي يجب أن تطرح بعد اعادة الروح الى لبنان وبعد وضع قانون انتخابات عصري ومتطور واجراء انتخابات نزيهة وعادلة وحقيقية بعيدا من الضغوطات المالية والخارجية بحيث تعكس نتائج الانتخابات حقيقة ما تريده اكثرية الشعب اللبناني وليس هذا الفريق او ذاك.