IMLebanon

هذه المرة “ميسّرة”

 

بخلاف المرات السابقة، يبدو أن تشكيل الحكومة سيكون مثل “شربة المي” بعد تذليل كل العقبات المانعة لولادة “ميسّرة”. مثلاً بموضوع المداورة فقد وجدت الأطراف حلّا مُرْضياً يقضي بعدم منح أي حقيبة لمن سبق أن تسلمها كأن تعطى الطاقة لبيار أو لشربل أو لمارون أو لجورج أو لطوني باسيل. لا يستطيع جبران أن يأخذ دوره ودور غيره في البترون وسمار جبيل، كما أن حقيبة المالية ستمنح هذه المرة لشيعي علماني متأهل من سنيّة لوقف احتكار الشيعة لهذه الحقيبة، وإذا كانت زوجة معالي وزير المالية الجديد من طائفة الروم الأرثوذكس فتكون الحكومة الجديدة كسرت عرف الإستيذ نبيه بشيعي مطعّم.

 

وبخلاف المرات السابقة لن يُفرض على رئيس الحكومة اسم محدد لأي حقيبة. ستكون لديه مروحة من الأسماء. مثلاً قد يرشح تيار الرئيس لحقيبة العدل: غادة عون أو غادة السمّان أو غادة الكاميليا. يدرس رئيس الحكومة ملفات الثلاث ولن يجد صعوبة في اختيار القاضية المحبوبة من الجميع، جميع من في القصر.

 

بخلاف المرات السابقة، لا مشكلة في المقاعد المسيحية، فحقيبة الأشغال محسومة لمستقل من تيار المردة. والباقون سيُختارون من الإختصاصيين، قلبهم مع الرئيس وعقلهم مع جبران. وقد يكون من المهم توزير نجاح واكيم كاختصاصي بخ ورش وهو من الوجوه المقبولة فرنسياً وأميركياً وخليجياً ويحظى بثقة صندوق النقد الدولي. أما المقعد الأرمني فمحسوم لاختصاصي من الطاشناق. يقترح هاغوب بقرادونيان ثلاث نساء لحقيبة الرياضة والشباب، فيجري بينهن سعد الحريري مباراة في سبق الدراجات الهوائية والفائزة تحصل على حقيبة الرياضة والشباب.

 

بخلاف المرات السابقة، لن يؤتى بوزير خارجية من “كاليبر” ناصيف حتي، شربل وهبه قدّم أداءً إستثنائياً في حكومة دياب ولم يأخذ فرصته، فلا ضير من عودته على رأس الديبلوماسية اللبنانية، لا بل إن عودته ستشكل قوة دفع لحكومة ما تبقى من عهد ووعد.

 

بخلاف المرات السابقة، لن تكون الحكومة الجديدة فضفاضة على الأرجح، وإن اقتصر التمثيل الدرزي على وزير واحد يقترحه وليد بك وإذا منح الدروز حقيبتين يختار وليد بك وزيراً ويختار تيمور بك وزيراً بعد أن يتشاورا مين بياخد “الشؤون” ومين بياخد “العمل”.

 

بخلاف المرات السابقة، تمسّك نواب كتلة الوفاء للمقاومة الإسلامية بتسمية الشيخ سعد، لكن ما حصل في استشارات بعبدا أن الحاج محمد رعد، لحظة التقاء نظراته بنظرات إحدى الزميلات الفاتنات نسي اسمه ونسي أيضاً اسم سعد الحريري.

 

بخلاف المرات السابقة، سيبدأ الشيخ سعد، حيث انتهى سلفه الدكتور مصطفى أديب، بمعنى أنه سيبدأ مشواره من ألمانيا. بالتوفيق شيخ سعد تروح وتجي بالسلامة!