IMLebanon

التأليف والوقت

 

يحار المراقب أمام مشهد التأليف الحكومي وهو يتأمله يوماً بيوم بل ساعة بساعة. ولعل الإيجابية الوحيدة الظاهرة في الصورة تتمثل في هذا التكتم الذي ألزم نفسيهما به الرئيس ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري.

 

ومع أن للغموض وجهَين، فإننا نرى إلى الوجه الإيجابي في هذه المرحلة، لأن اللهث وراء المحاصصة يكاد أن يتجاوز كل تناتش عرفناه في السابق. فالقوم يصح فيهم «العادة في البدن لا يُغيّرها إلا الكفن»، أمدّ الله في أعمارهم ليظل هذا الشعب مبتلياً بهم وليستمروا في مراكمة حصصهم وتحقيق مصالحهم. وإنهم لمستحقّون! أليس كذلك؟ وإلا لماذا نُجدد لهم إقطاعاتهم أباً عن جد وحفيداً عن إبن!؟.

 

ولسنا ندري ما إذا كان هؤلاء يُدركون أهمية عامل الوقت، الذي يبدو أنه لا يعنيهم، فهم صامدون في مواقعهم على صدور اللبنانيين، ربما إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين.

 

الوقت ثمين دائماً، وهو اليوم ثمين جداً في ظروف لبنان كلها الاقتصادية والمالية والصحية والطبية والإنسانية والتجارية والسياحية والاجتماعية – المعيشية، إلخ… فلكل ثانيةٍ ثمنها. ومع ذلك، فمعظم القوم لم ينجحوا إلا في هدر الوقت. ولأن هدره جريمة خصوصاً في وضعنا الحالي، ولأنه خسارة تأخذ بخسارة، مع ذلك فهم يربحون، فثمة استنتاجٌ وحيدٌ أوحد، هو أن هذا الشعب المغلوب على أمره يدفع اليوم من اللحم الحي بعدما افتقد أي وسيلة أٌخرى للدفع، لينعم هؤلاء في مراكزهم ودلعهم، غير معنيين بما يترتّب على تضييع الوقت من أضرارٍ فادحة تلحق بالبلاد والعباد.

 

ولقد حضرتني بضعة أقوال في أهمية الوقت، يطيب لي أن أُوردها في الآتي مع أنني أردد: «على من تقرأ مزاميرك يا داوود»؟

 

بالأمس ضيّعت الوقت والوقت يضيعّني (وليم شكسبير). الوقت من ذهب إن لم تدركه ذهب (مثل عربي). لسوء الحظ عقارب الساعة تدور (موراي موراكامي). الوقت هو أندر الموارد إذا لم تتمكن من إدارته فلن تتمكن من إدارة أي شيء آخر (بيتر دراكار). من لديه الوقت وينتظر الوقت فإنه يُضيّع الوقت (جاك لانغ).

 

والمضحك المبكي أن القوم يُضيّعون الوقت بانتظار نتائج الانتخابات الأميركية. وكأن جو بايدن إبن عم طرف لبناني وترامب إبن خال الطرف الثاني.

 

وأما من تكويهم نار الوقت، فهم الناس المعثّرون.