Site icon IMLebanon

شجعان أم جبناء؟

 

ليس الإنجاز بتشكيل الحكومة، فالحكومات السابقة كانت تتشكّل في النهاية، ولكنهّا كانت تبقى من دون أي إنتاج معطّلة ومشلولة من قبل من يشاركون فيها.

 

الحكومة الجديدة لا تكمن الأهمية في تشكيلها، بل إن الأهمية هي بعملها وما إذا كان سيُسمح لها بالعمل والإنجاز من أجل إنقاذ لبنان واللبنانيين من الهاوية التي هم فيها.

 

المطلوب أولاً من الحكومة أن يكون قرارها في أي مجال نابعاً من مصلحة لبنان واللبنانيين في الداخل والخارج، وأن تنفتح على دول العالم والدول العربية، وأن تبتعد عن محاور تورّط لبنان بمشاكل وأزمات لا تنتهي. فهل ستستطيع الحكومة فعل ذلك؟

 

الحكومة يجب أن تملك هي القرار الأمني والعسكري فتُجنّب لبنان أيّ نوع من الحروب أو الخضّات الأمنية، وأن تلجأ الى حلّ النزاعات مع أي دولة مجاورة بطرق سلمية عن طريق الأمم المتّحدة، وهذا يفترض أن تكون الحكومة التي تمثّل الدولة اللبنانية مقتنعة بأنّ لا سلاح سوى في يد الجيش اللبناني، وأنّ أيّ سلاح آخر هو معرقل لمسيرة إنقاذ لبنان من مختلف نواحيها، فهل ستستطيع الحكومة فعل ذلك؟

 

الحكومة يجب أن تتقدّم في المجال الاقتصادي والمالي فتتعاون مع المؤسسات المالية الدولية وفي مقدّمها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، شاء من شاء وأبى من أبى. فهذه الحكومة عليها أن تحرّر لبنان واللبنانيين من وضع الرهينة الذي يعيشون فيه، وعلى الخاطفين أن يدركوا أنّه لا يحقّ لهم أن يفرضوا علينا نمط حياتهم ومعيشتهم وأهدافهم، وهي لا حياة فيها، فكلّها تأتي من الظلام والموت، فهل ستستطيع الحكومة فعل ذلك؟

 

الحكومة يجب أن تفتح كلّ ملفّات الفساد، وأن تقوم بإصلاحات شاملة في كلّ المجالات والمؤسسات من دون مراعاة أحد، لا بل عليها أن تستهدف جميع من تحوم حولهم شبهات الفساد، وأن تذهب بهذه الملفّات إلى النهاية لتبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فهل ستستطيع الحكومة فعل ذلك؟

 

هل ستستطيع هذه الحكومة تحسين وضع الكهرباء والبنى التحتية؟ هل ستستطيع تحديث إدارات الدولة؟ هل ستستطيع أن تعيد للبنانيين الثقة بمؤسسات الدولة والمصارف فيستعيد المواطن ما خسره من مدخرات؟ هل ستستطيع هذه الحكومة أن تفرض الأمن في كلّ لبنان فتُنهي بؤر الفلتان والجريمة والخطف والمخدّرات؟

 

كثير هو المطلوب من الحكومة الجديدة ومن كلّ الحكومات التي ستأتي بعدها ومن كلّ الذين يشاركون في الحكم. التحدّيات كبيرة ولكن مواجهتها تبدأ بخطوة شجاعة من قبل شجعان في الحكم، فالذي يخشى على حياته أو مصالحه الشخصية لا مكان له في حكومة إنقاذية. فحكومة الشجعان ستُنقذ البلاد والعباد وحكومة الجبناء ستبيح ارتكاب مزيد من المآسي والكوارث بحقّ اللبنانيين.