Site icon IMLebanon

الحكومة عبرت الثقة بسرعة قياسية وتنطلق الى الاستحقاقات ملفات ساخنة تنتظرها على «كوع الاصلاحات»… وماذا عن العلاقة مع الدول العربية؟

 

نجحت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في الاستحواذ على ثقة 85 نائبا من الكتل و»البلوكات» السياسية الكبرى في مجلس النواب، وعمليا تنطلق لمواجهة الاستحقاقات التي تنتظرها مع تداعيات رفع الدعم ونتائج التحقيق في جريمة انفجار مرفأ  بيروت ومسار التدقيق الجنائي وملفات كثيرة متفجرة على الساحة الداخلية.

 

الحكومة محاطة بالألغام وطريقها وعرة، كما تقول مصادر سياسية، فالحكومة ولدت بسرعة بفعل الضغوط الخارجية وتوفر عوامل داخلية، وحازت على تأييد ودعم جهات اوروبية وعربية تشجعها على المضي في الاصلاحات ووقف الانهيار، وينقصها فقط التأييد والدعم من عدد من دول الخليج والمملكة العربية السعودية، وهذا الأمر يسعى رئيس الحكومة الى معالجته لمساعدة الحكومة على القيام بالاصلاحات.

 

اعادة التواصل مع عدد من الدول العربية والخليجية يأتي في اهتمامات الحكومة التي تسعى الى الانفتاح وتسييل العلاقات مع الجميع، وتؤكد مصادر سياسية ان مهمة ميقاتي، المعروف بعلاقته الجيدة والمعتدلة والمقبولة مع المملكة العربية السعودية بخلاف الرئيس سعد الحريري، يمهد الطريق في هذا المجال، فالخلاف بين الحريري والسعودية كان شخصيا، فيما من الممكن فكفكة العقد مع ميقاتي او تليينها من دون معرفة المصير النهائي للفيتو الذي وضعته المملكة على التعاون مع الحكومات اللبنانية وعدد من السياسييين والرسميين.

 

المؤشرات التي سبقت تأليف  حكومة ميقاتي وقبلها مع تكليف الحريري لم تظهر اهتماما سعوديا في  الملف الحكومي، عدا ان علاقة حكومة حسان دياب بالمملكة لم تكن على خير ما يرام ايضا، أضف الى ذلك تصاعد الحملات السياسية لمقاطعة لبنان الرسمي، وهذا ما يظهر ان الانفتاح على السعودية عملية معقدة  بعض الشيء.

 

ويؤكد المقربون من السراي  ان الحكومة تولي الانفتاح على  الدول  العربية  حيزا من اهتمامها للانطلاق نحو ترميم الوضع الداخلي وتنفيذ التغيير  والاصلاحات.

 

حصدت حكومة ميقاتي تأييدا داخليا واسعا بانتظار ان تنطلق جديا الى العمل وتنال رضى المجتمع الدولي، وتؤكد المصادر ان هناك رهانا  على قدرة ميقاتي احداث ما لم تستطع الحكومات السابقة القيام به على صعيد التعاطي مع المتغيرات وتدوير الزوايا.

 

وفق المصادر يمكن وصف العلاقة بين رئيس الحكومة والمملكة السعودية بالمقبولة بخلاف ما هي مع الحريري الذي تفجرت العلاقة معه من العام 2016 عندما أبرم التسوية السياسية مع رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر  التي أوصلت الرئيس عون الى الرئاسة، وحيث شكل الحريري حكومتين عام 2016 وعام 2019 من دون رضاها.

 

فالعلاقة بين الرياض وبيروت قبل العام 2016  كانت محكومة بتفاهمات وتوافق، لكنها توترت بعد ذلك فأقفلت المملكة أبواب التعاون والمساعدات والهبات، فهل تحصل حكومة ميقاتي، التي يُلقى على عاتقها انقاذ لبنان من الانهيار وإعادته الى الحياة بعد دخوله في موت سريري، على ما لم يحصل في الحكومات السابقة؟